نواكشوط - ا ف ب - دمرت القوات الموريتانية "بالكامل" معسكرا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على الاراضي المالية، في هجوم شنته امس واسفر عن جرح اربعة عسكريين موريتانيين، كما اعلن مصدر عسكري موريتاني لوكالة فرانس برس. بدوره اكد النقيب في الجيش المالي اسامة ديارا في باماكو هجوم القوات الموريتانية على معسكر القاعدة، مشيرا الى ان "المعارك كانت ضارية". وقال المصدر الموريتاني في اتصال هاتفي في نواكشوط ان "الجيش المالي لم يشارك بتاتا في الهجوم" الذي جرى في غابة واغادو في غرب مالي قرب الحدود الموريتانية، والذي لم تعرف حتى الساعة حصيلة الخسائر التي الحقها بعناصر القاعدة. واضاف ان الهجوم الذي تم باسناد جوي "بدأ قرابة الساعة 17,45 (بالتوقيتين المحلي والعالمي) واستهدف خلاله الجيش معسكرا في غابة واغادو وقد دمر بالكامل" ولكن "الارهابيين" ردوا على الجيش بنيران "اسلحة ثقيلة". واشار المصدر الى ان اربعة عسكريين موريتانيين اصيبوا بجروح خلال الهجوم، بينهم اثنان اصاباتهما بالغة، مشددا على ان الجيش الموريتاني سيطر على الوضع. وتابع "ان الحصيلة النهائية في صفوف الاعداء لن تعرف الا عند طلوع الفجر ولكن لا بد وانها كبيرة (...) لقد تم تدمير خيم المعسكر وثلاث آليات بمن فيهم". واضاف "لقد سمعت اصوات انفجارات قوية ضمن دائرة شعاعها 20 كلم، وهي انفجارات ناجمة على الارجح عن ذخائر ثقيلة مخزنة في هذا المعسكر". وكانت مصادر عسكرية مالية عديدة اكدت مؤخرا لمراسل فرانس برس في باماكو ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يسعى لاقامة قاعدة جديدة له في غابة واغادو. وبحسب المصدر العسكري الموريتاني نفسه فان تحركات عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي "كانت موضع مراقبة وقد تم تحديد مكان تمركزهم قبل شن الهجوم". واضاف "الان نحن نسيطر على الوضع والمنطقة باتت مؤمنة بالكامل". من جهته قال النقيب المالي ديارا لفرانس برس في باماكو ان "معارك ضارية دارت مساء الجمعة على الاراضي المالية بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والجيش الموريتاني". واضاف ان المعارك دارت "على مواقع يتولاها الموريتانيون في اطار العمليات العسكرية المشتركة (...) لقد كانت معارك ضارية". ومنذ 21 حزيران/يونيو يشارك مئات الجنود الموريتانيين والماليين في عمليات عسكرية مشتركة على طول الحدود بين البلدين، من المقرر ان تستمر "بضعة اسابيع"، وذلك بهدف مكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والجريمة المنظمة. وافاد شهود عيان وكالة فرانس برس ان مروحيات عسكرية تشارك في العمليات المشتركة بين موريتانيا ومالي. ويستخدم في هذه العمليات مطار في كل جانب من الحدود لنقل المعدات العسكرية والقوات، بحسب معلومات جمعتها وكالة فرانس برس. وينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في مالي وموريتانيا اضافة الى النيجر والجزائر حيث نشأت هذه المنظمة. ويشن التنظيم اعتداءات في منطقة الساحل اضافة الى عمليات خطف وتهريب مختلفة. وكان مسؤولون عسكريون موريتانيون وماليون اتهموا الخميس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بزرع الغام في غابة واغادو.