أعلن مصدر عسكري موريتاني أن كتيبة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب في الجيش الموريتاني توغلت مساء الجمعة الماضي، في عمق أراضي جمهورية مالي واشتبكت مع مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وقال المصدر في اتصال هاتفي مع "الرياض" إن وحدة من الجيش مدعومة بالطيران العسكري، هاجمت في وقت متأخر من مساء الجمعة مواقع للتنظيم في غابة "واغادو" شمال مالي على بعد أكثر من 50 من الحدود الموريتانية، مضيفا أن الجيش تمكن من تدمير معسكر كبير تابع للتنظيم في الغابة، وأصيب أربعة من عناصر الكتيبة المهاجمة بجراح بينهم اثنان إصابتهما خطيرة. وقال إن عناصر القاعد في المعسكر ردوا على القوات الموريتانية بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، مما أسفر عن إصابة أربعة جنود بجراح اثنان منهما في حالة خطيرة، وأضاف أنه حلول الظلام حال دون إحصاء الخسائر البشرية في معسكر التنظيم الذي تعرض للهجوم، مرجحا سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف عناصره. ونفا المصدر اشتراك القوات المالية في الهجوم، مؤكدا أنها اكتفت بمراقبة الوضع عن بعد. من جهته أكد متحدث باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي نبأ هجوم القوات الموريتانية على معسكر التنظيم في غابة "وغادو" بشمال مالي، لكنه نفى أن يكون أي من عناصر التنظيم قتل خلال الهجوم، وتحدث عن تدمير حوالي 12 عربة تابعة للجيش الموريتاني خلال الهجوم. وكانت الحكومتان الموريتانية والمالية قد أعلنتا الأسبوع عن بدء الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية واسعة في شمال مالي، بهدف طرد عناصر تنظيم القاعدة من غابة "وغادو" القريبة من الحدود الموريتانية، بعد أن شوهدت عشرات السيارات التابعة للتنظيم وهي تنقل الأسلحة والمقاتلين إلى معسكر في الغابة تابع لعناصر "كتيبة الفرقان" في التنظيم والتي يقودها الجزائري "يحيى أبو الهام"، وتتشكل في معظمها من مقاتلين موريتانيين وماليين. وينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اضافة الى النيجر والجزائر حيث نشأت هذه المنظمة. ويشن التنظيم اعتداءات في منطقة الساحل اضافة الى عمليات خطف وتهريب مختلفة. وكان مسؤولون عسكريون موريتانيون وماليون اتهموا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بزرع الغام في غابة واغادو.