قتل شخصان أحدهما شرطي وجرح عشرات آخرون لدى تفريق آلاف من رجال شرطة مكافحة الشغب ليل الأربعاء - الخميس، باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي، تظاهرة نظمتها المعارضة لليوم الخامس على التوالي في العاصمة الجورجية تبليسي، في وقت أصرّ الرئيس الموالي للغرب والذي لا يقيم علاقات جيدة مع روسيا ميخائيل ساكاشفيلي على وصف الاحتجاجات بأنها"سيناريو كتب في الخارج لتنفيذ عمليات تخريب واضطرابات تتزامن مع احتفال البلاد بذكرى استقلالها". وأعلنت وزارة الداخلية الجورجية مقتل شرطي وضابط سابق في الشرطة بعدما صدمتهما سيارة استقلتها نينو بورجانادزه الرئيسة السابقة للبرلمان وزعيمة حركة المعارضة في الجمعية الوطنية، وزوجها ل"الهروب"من مكان التجمع. لكن بورجانادزه نفت أي مسؤولية لها في الحادث، مؤكدة استعدادها لإخضاع آليات موكبها الى فحص، وقالت:"سنواصل النضال من أجل قضيتنا وستنتصر الديموقراطية في جورجيا". وأشار الناطق باسم الوزارة شوتا اوتياشفيلي الى جرح 37 شخصاً بينهم 28 متظاهراً و9 شرطيين، واعتقال 90 وضعوا في السجن موقتاً لمدة قد تصل الى شهرين". لكن منظمة"هيومن رايتس ووتش"لحقوق الإنسان دانت لجوء الشرطة الجورجية الى القوة المفرطة، وقالت الناطقة باسمها ريتشيل دنبر:"حتى إذا لم يكن مصرحاً بتنظيم هذه التظاهرة، لا شيء يبرر أعمال العنف ضد متظاهرين معظمهم سلميين"، على رغم أن بعضهم تزود قضباناً معدنية وعصي. ودافع الرئيس ساكاشفيلي الذي ينتقد المتظاهرون تسلطه، عن تدخل قوات الأمن وكرر التزامه الحريات العامة، وقال:"يملك كل مواطن حق الكلام والتعبير. لكن ما جرى في الأيام الماضية لا علاقة له بمبادئ حرية التعبير". ووصل ساكاشفيلي الى السلطة عام 2003 اثر حركة شعبية سلمية كبيرة حملت اسم"الثورة الوردية". وحاولت المعارضة مرات بلا جدوى دفعه الى التنحي لا سيما بسبب هزيمة جورجيا في الحرب القصيرة التي اندلعت لمدة 5 أيام مع روسيا في آب أغسطس 2008، بعدما سعت جورجيا الى استعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية.