إلى شهداء الثورة الليبية ليسامحني الندى قطفتُ عشبة قبل استئذانها حبستُ فراشتين في أغنية ليتني أطلقتُ صرخة تفتت كبد الطاغية ليتني هندُ القبائل ولو خسأ أن يكونَ حمزتَها ليتني حداء القوافل/ حفيف الريح بين السنابل يمامة تَهْدل على شرفة القلب و مقام نهوند في وتر البادية ليتني شرق و غرب و بقية الرياح لأطوي المسافة بين كلّ حبيبين ليتني عصا موسى لألتهم ثعابين المكر أو خاتم سليمان لأدجّن زمهرير البغي ليتني نوح الصحارى سفينتي خضرة وماء لأمنع طوفان الرمل والأذى وأبثَّ الورد في الجهات ليتني شراع حُبّ أو قارب نجاة ربابة بدوي تبلسم جراح الشوق تبرق موسيقاها بين أهداب الصَبا لكن ليل المتوسط مضاءٌ بدم الضحايا زبد البحر شيب الأحزان بصيص دمع على درب الآلام أنهار القهر الصناعية شحوب الصحراء ضواري البَرّ أذهلها هذا الطغيان أرواحكم تستعجل صعودها لتوبخ سماء نائمة أجسادكم تخصّب باطن القلب عشباً وأغنيات باقات ورد لأطفال الثرى أين كنتم قبل هذا، أين كنتم قبل الآن؟ المدنُ ذبيحة حراسها رقصة طغاة على جسد البلاد حفلة تنكرية لامتصاص رحيق الأيام كيف كبرتم في سنيّ الخوف والخداع خبأتم أمنياتكم مثل نذور الأرامل والجدات من شوك أعماركم تصنعون أكاليل نار تستقبلون غداً فتياً في مضافة الآن رياح السموم لم تُفسد ملح نقائكم وما تعثرت صرخاتكم بأسلاك الفزع حرير براءاتكم رايات ناصعة ذهب أشواقكم قلادات سواعد مجدولة بالأمل أتنفسُ غبار الجنوب لأشمّ عطر خطاكم لولاكم ما نبت زرع و لا درّ حليب من أثداء أرض لولاكم ما ابتسمت ريحٌ ولا ركضت طفلة في حقل أمنيات ليتني أعرفكم واحداً واحداً ليتني نبتة في تربة ضريح صلاة اشتياق على رخام شاهدة حفنة دعاء في تمتمة والدة وشماً على جبين شمس جباهكم أو لعثمة طفل اشتاق مناداة: بابا فراشة مُطرزة على وسادة عاشقة ترفرف في مناماتها وتغفو على مخدة الصباح. عذراً على ما فات ولم يمت مَن يسكت عن دمكم بعد الآن مَن يكتفي بحبر خجول ودعاء نشحذ اللغة على مسنّ الغضب نجدل أشعةَ الشمس ضفائر قطنَ الغيم ضمادات أحلام مؤجلة نكتبُ الكلمات خناجر في صدر السكوت. ليتني أغنية حُبّ على شفاه الريح نجمة صبح تثقب عتم الأسى هذا دمكم متكاتف كحبات المطر يشق نهراً في صوان الردى فجراً لسنونوات البلاد على وشك النهار انبلاج الفجر من قناديل القبور على أسنّة الفرح اندحار مرتزقة الظلام تصير رفاتكم أهازيج جوفية لينابيع الذاكرة كواكب تؤلف مجرة حرية تُرصّع كتفيّ الزمان بنجوم ثائرة هذا الموت جلجلة والقيامة آتية ليكن جسدي/ لغتي/ كبدي/نَفْسي/نَفَسي/ صخرةً يُنقشُ عليها تاريخ سقوط الطاغية.