أبدى مسؤولون كوريون جنوبيون أمس رغبتهم"في استئناف مفاوضات التجارة الحرة سريعاً"مع مجلس التعاون الخليجي، وشكل هذا الموضوع أبرز القضايا التي بحثها رئيس الوزراء الكوري الجنوبي تشونغ أون تشان ورئيس البرلمان بارك هي تاي ووزير التجارة الكوري الجنوبي جونغ هوون كيم، مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية، الذي أكد في تصريح لل"الحياة"أن استئناف المفاوضات سيتم بعد اعتماد دراسة جدوى في هذا الشأن تجريها حالياً الأمانة العامة للمجلس. وأشار العطية في ندوة عقدت أمس في إطار"الأيام الخليجية"في سيول، إلى عقد 3 جولات من المفاوضات بين الجانبين سابقاً، بهدف التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة، مؤكداً حرص دول المجلس على أهمية ترسيخ العلاقات مع سيول. وأوضح أن الأخيرة احتضنت آخر جولات التفاوض في تموز يوليو 2009، تلتها اجتماعات فنية للمختصين من الجانبين في دبي تناولت الخدمات وقواعد المنشأ في إطار اتفاق التجارة الحرة في تشرين الثاني نوفمبر 2009 أيضاً. ورأى أن تلك الجولات حققت الكثير من النتائج الإيجابية، وقال:"إننا نتطلع جميعاً لاستئناف المفاوضات في القريب العاجل، بغية التوصل إلى اتفاق تجارة حرة يخدم مصالحنا المشتركة وينقل علاقاتنا الاقتصادية إلى آفاق أرحب". وأضاف أن العلاقات الاقتصادية الكورية - الخليجية التي بدأت ضمن حدود التبادل التجاري الضيق، حققت اليوم نمواً ملحوظاً، حيث بلغ التبادل التجاري نحو 70 بليون دولار عام 2009، ارتفاعاً من 22 بليوناً عام 2000. وعلم أن المجتمعين اتفقوا على معظم مواد المشروع، خصوصاً في مجالات الاستثمار والخدمات والمشتريات الحكومية وقواعد المنشأ. وسجل الميزان التجاري لدول مجلس التعاون مع كوريا عام 2009 فائضاً تجارياً بلغ نحو 42 بليون دولار، و16 بليوناً عام 2000، كما بلغ الفائض التجاري التراكمي بين عامي 2000 و2009، 288 بليون دولار. وزادت صادرات دول المجلس إلى كوريا الجنوبية بنسبة 195 في المئة عام 2009، وبلغت 56 بليون دولار، في مقابل 19 بليوناً عام 2000، فيما زادت وارداتها من كوريا 367 في المئة في عام 2009، وبلغت 14 بليون دولار ارتفاعاً من 3 بلايين عام 2000. وأمل العطية في أن يتضاعف حجم التبادل التجاري خلال الأعوام المقبلة، لا سيما أن لدى الجانبين الكثير من الفرص الاستثمارية والتبادل التجاري. وتوقع وزير التجارة الكوري الجنوبي مستقبلاً مشرقاً للتعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين، مشيراً إلى أن بلاده تستورد 71 في المئة من احتياجاتها النفطية والغازية من دول المجلس، داعياً إلى تكثيف الاستثمارات المتبادلة والتعاون في مجال الأيدي العاملة وإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة. وأضاف أنه بحث مع العطية موضوع استئناف مفاوضات التجارة الحرة، لافتاً إلى أن بلاده تجري مفاوضات مع أستراليا ودول أخرى في شأن اتفاقات تجارة حرة.