توصّل المفاوضون الأميركيون والكوريون الجنوبيون أمس في سيول إلى اتفاق لحرية التبادل التجاري، يعتبر الأهم الذي تبرمه الولاياتالمتحدة منذ "اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية" نافتا، والأكبر لكوريا الجنوبية على الإطلاق. وعبّر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عن ارتياحه لاتفاق التبادل الحر بين أميركا وكوريا الجنوبية، مؤكداً استعداده لتوقيع هذا الاتفاق الذي سيعزز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد بوش تصميمه على العمل من اجل دفع الكونغرس الأميركي على المصادقة على الاتفاق بأسرع وقت، من خلال الاستفادة من تمتع إدارته حالياً بصلاحيات مميزة للتفاوض، بموجب قانون"سلطة تشجيع التجارة"، تنتهي صلاحيته في بداية تموز يوليو المقبل. ومن سيول، أكد مسؤولون حكوميون أن الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تحتل المرتبة 11 كأكبر اقتصادات العالم وهي سابع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق للتجارة الحرة بعد 10 أشهر من المفاوضات، في أكبر اتفاقية تعقدها الولاياتالمتحدة منذ اتفاق"منظمة التجارة الحرة لأميركا الشمالية"نافتا الذي وقّعته في عام 1994. وأكد المتحدث باسم السفارة الأميركية في سيول روبرت أوجبورن، أن مفاوضات إلغاء الحواجز التجارية"انتهت بنجاح". وسيلغي الاتفاق فوراً 85 في المئة تقريباً من التعرفات الجمركية لكل من الطرفين على السلع الصناعية، بينما ستلغى التعرفات الباقية في شكل تدريجي، خلال فترة تمتد من 3 إلى 15 سنة. ولم يدرج الرز في الاتفاق، إذ أن كوريا طالبت استثناءه، بسبب تعرضها لضغوط من المزارعين الكوريين. وتتوقع"لجنة التجارة الدولية الأميركية"أن يعزز اتفاق التجارة الحرّة الصادرات الأميركية إلى كوريا الجنوبية، بحوالى 19 بليون دولار سنوياً وتجارة كوريا الجنوبية إلى أميركا، بحوالى 10 بلايين دولار. وبلغ حجم التجارة بين البلدين أكثر من 72 بليون دولار في العام الماضي، مسجلاً ب 16 بليون دولار فائضاً لمصلحة كوريا. وصدّرت الأخيرة 709 ألف سيارة إلى السوق الأميركية في عام 2005، ما يشكل ثلث صادرات السيارات الكورية عالمياً، في حين استوردت منتجات زراعية أميركية ب2.8 بليون دولار في عام 2005، تضمّنت ذرة وصويا وقطن حمضيات. وكانت المحادثات بين الجانبين مُددت مرتين منذ الجمعة الماضي، إلى ان توصّل الفريقان إلى اتفاق قبل انتهاء الموعد النهائي المحدد مساء الأحد الماضي بتوقيت واشنطن، ما يمكّن الالتزام بالقواعد الأميركية التي تُلزم الإدارة بإبلاغ الكونغرس بالاتفاق خلال 90 يوماً. يذكر أن الكونغرس منح الرئيس بوش تفويضاً بعقد اتفاقات للتجارة الحرة مع دول أخرى. ومن المقرر أن ينتهي التفويض أول تموز يوليو المقبل، ويستبعد أن يجدده الكونغرس الذي أصبح خاضعاً لسيطرة الحزب الديموقراطي المعارض. وبموجبه يستطيع الكونغرس إما رفض الاتفاق أو قبوله خلال 90 يوماً، من دون إمكان تعديله، كما يحتاج الاتفاق إلى موافقة برلمان كوريا الجنوبية.