ابلغ رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، نظيرَه الصيني وين جياباو امس، أن الدولتين لهما مصلحة في الحفاظ على استقرار شبه الجزيرة الكورية بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. وقال نودا في بداية المحادثات في بكين التي يزورها ليومين، إن"اليابان والصين لهما مصلحة مشتركة في أمن شبه الجزيرة الكورية واستقرارها". ونودا هو أول زعيم إقليمي يزور بكين منذ إعلان وفاة كيم جونغ إيل يوم الإثنين الماضي، ليصبح ابنه كيم جونغ أون زعيماً للبلاد. وهزت وفاة كيم المنطقة، اذ سرت مخاوف من إجراء بيونغيانغ تجارب نووية ومن مواجهة عسكرية. والصين هي الشريك الاقتصادي والديبلوماسي لكوريا الشمالية. وتحض الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في المنطقة بكين منذ فترة طويلة على استخدام نفوذها لكبح جماح كوريا الشمالية، الذي يشكل أهمية خاصة لليابان التي تقع في مرمى صواريخ بيونغيانغ الطويلة المدى، ويريدون من كوريا الشمالية حل قضية مصير اليابانيين الذين خطفوا للمساعدة في تدريب جواسيس منذ عقود مضت. عم الزعيم الجديد على صعيد آخر، أظهرت صور عرضها تلفزيون كوريا الشمالية جانغ سونج ثايك وهو يرتدي زياً عسكرياً عليه شارة جنرال في علامة أخرى على تزايد نفوذه بعد وفاة شقيق زوجته كيم جونغ إيل. وأظهرت الصور التي قال التلفزيون الرسمي إنها التقطت السبت، جانغ في مقدمة صفوف ضباط الجيش الذين رافقوا كيم جونغ أون أصغر أبناء كيم جونغ إيل وخليفته، وهم يلقون نظرة الوداع الأخيرة أمام جثمان كيم. وأعلنت كوريا الشمالية يوم الإثنين الماضي، ان كيم جونغ ايل توفي متأثراً بأزمة قلبية في 17 الشهر الجاري. ويرقد جثمانه في ضريح في بيونغيانغ. ويعتقد ان عمره 69 سنة عندما وافته المنية. وأثارت وفاته المخاوف بشان الخلافة في الدولة الشيوعية المنعزلة التي تحكمها اسرة كيم بعد قليل من انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأشادت وسائل الاعلام الرسمية بكيم جونغ اون امس، ووصفته ب"القائد الأعلى"للقوات المسلحة الكورية الشمالية البالغ قوامها 1.1 مليون جندي، وهو اللقب الذي كان يتقلده والده. وفي حين وصف كيم الحفيد بأنه"الخليفة الاعظم"، قال مصدر مطلع الأسبوع الماضي ان بيونغيانغ ستتحول من ديكتاتورية الرجل القوي الى زمرة من الحكام بينهم الجيش وجانغ عم كيم جونغ اون. كما ينادى كيم جونغ اون وهو في أواخر العشرينات بلقبه الرسمي، وهو نائب رئيس اللجنة المركزية العسكرية للحزب الحاكم في كوريا الشمالية. وتزوج جانغ ابنة مؤسس البلاد كيم ايل سونغ عام 1972 لينضم الى الاسرة الحاكمة. وقال مسؤول في سيول على دراية بالأمور في كوريا الشمالية إنها المرة الاولى التي يظهر فيها جانغ على شاشة التلفزيون الرسمي وهو يرتدي زياً عسكرياً. وجرى تفسير ظهوره على انه يعني حصوله على دور رئيسي في الجيش القوي لكوريا الشمالية الذي تعهد بالولاء لكيم جونغ اون. وتقول مصادر ذات علاقة وثيقة بكوريا الشمالية والصين ان جانغ هو القوة الحقيقية وراء عملية الخلافة في بيونغيانغ. وتجهز وسائل الاعلام الحكومية في كوريا الشمالية آلتها الدعائية، في محاولة على ما يبدو لتمرير خلافة كيم جونغ اون وإظهار متانة قبضته على الجيش الذي يحاول تطوير ترسانة نووية. مخاوف من نزوح وافادت وكالة انباء"كيودو"اليابانية، ان طوكيو ستجري مشاورات مع حكومات المقاطعات المطلة على ساحل بحر اليابان التماساً لتأييدها لاستقبال الكوريين الشماليين في حالة حدوث تدفق للاجئين. وقالت كيودو إن اليابان اختارت بالفعل منشآت عامة في مقاطعات مثل نيغاتا وايشيكاوا وفوكوكا لتكون أماكن إيواء مؤقتة للاجئين الكوريين الشماليين، لكن ينبغي للحكومة توسيع القائمة. ويقول خبراء إن طوكيو وضعت خططاً طارئة لاحتمال وصول عشرات الآلاف من اللاجئين الى موانئها، لكنها لم تحصل على موافقة محلية على هذه الخطط، وهو ما يمثل قلقاً محتملاً. وطلب رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا من المسؤولين المحليين التحسب لكل الظروف الطارئة.