كما نعرفهم - أصدقاء أعزاء، وبيننا وبينهم أُخوة وعِشرة وصداقة، والبعض يطلق عليهم"الزوارية"نسبة إلى"زوارة"أو"الجبالية"نسبة إلى"جبل نفّوسة"، وكنا نحسدهم لأن لديهم لغة أخرى فيها بعض الكلمات العربية"لكننا لا نفهمها، فنحن كنا معاً في الجامعة وفي معسكرات النفط بالصحراء، حيث يلتقى الليبيون من كل المناطق في هذه التجمعات. ولكن الاستبداد عمل على تفريق الليبيين من خلال تشتيته هذه التجمعات، بحيث يكون لكل منطقة جامعتها، واشترط أن يعمل في كل منطقة نفطية سكانها، والأهداف الخفية لذلك هي تشتيت الليبيين وضرب البناء الاجتماعي الليبي المتماسك، أكثر من كونها تقديم الخدمة التعليمية في كل منطقة، وما صرف على إنشاء هذه المؤسسات أكثر من تكلفة الصرف على بيوت للطلاب، لو ظل النظام مختصراً في جامعتين أو ثلاث. وعموماً فإن"حب القرية"و"حب المدينة"و"حب المنطقة"شيء لا غبار عليه ولا خوف منه لأنه يجسد حب وطننا ليبيا"لأن الذي لا يحب أسرته لا يمكنه أن يحب الحي الذي يقطن فيه، والذي لا يحب الحي الذي يسكنه لا يمكنه أن يحب مدينته، وبالتالي منطقته، والذي لا يحب مدينته ومنطقته لن يحب ليبيا، والذي لا يحب ليبيا لن يحب الأمة العربية والإسلامية، لأن الارتباط يبدأ بالحلقات الصغيرة وينمو إلى الأشمل فالأشمل، وهذا الذي جعل التوجهات الحزبية والأيديولوجية التي طمست الوطنية تفشل في توجهاتها. إخوتنا الأمازيغ يحبون"جبل نفّوسة"ويحبون"زوارة"، ومنهما ينطلقون لحبهم الأكبر ليبيا، ونحن نلتقي معهم في هذا الحب، ونحترم وطنيتهم وحبهم لمجتمعهم المحلي ولغتهم التي نحسدهم عليها، أيام كنا طلاباً في الجامعة، وأعتقد أنهم متفهمون أن في الدستور الليبي الجديد يمكن أن يتم الاعتراف باللغة الأمازيغية"لكن يجب أن تكون اللغة الرسمية للدولة هي العربية، ولا يجوز أن نتخاطب رسمياً إلا باللغة العربية"لكن الاعتراف باللغة الأمازيغية يعني السماح بالصحف ووسائل الإعلام الأمازيغية، وكذلك السماح بتدريس اللغة في المناطق التي ترغب في ذلك، بل حتى في المدارس حسب الطلب والرغبة، من هنا يكون الأمر واضحاً للجميع، فنحن معاً - ليبيين وليبيات - يجمعنا وطن واحد، فالوطن للجميع بصرف النظر عن العرق، أما الدين فالحمدلله واحد، وهو الإسلام. إبراهيم قويدر - بريد الكتروني