حصلت فلسطين أمس على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة"يونيسكو"بعدما اقترعت لها 107 دول من أصل 173 دولة حضرت جلسة الاقتراع خلال المؤتمر الوزاري العام الذي عقد في باريس أمس. وأشاع تصويت تسعة أعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس لمصلحة عضوية فلسطين آمالاً كبيرة لدى السلطة الفلسطينية باجتياز حاجز الأصوات التسعة المطلوبة في المجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة. وكانت 14 دولة، بينها الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأستراليا وكندا وألمانيا والسويد وتشيخيا وهولندا، اقترعت ضد منح فلسطين عضوية كاملة. وعكس الموقف الأوروبي تبايناً في المواقف بعدما اختارت فرنسا وإسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وقبرص وفنلندا والنمسا وإرلندا وإيسلندا والنروج وصربيا تأييد عضوية فلسطين. وقال الممثل الفرنسي:"نعم لفلسطين الحق في الانتماء كلياً إلى يونيسكو. وامتنعت عن التصويت إيطاليا والبرتغال وموناكو وبولونيا ورومانيا وبريطانيا وسلوفاكيا وبلغاريا وكرواتيا واستونيا وماسيدونيا وهنغاريا وليتونيا إضافة إلى امتناع كبير من الدول الأفريقية من بينها ساحل العاج وكاميرون وأوغندا ورواندا وتوغو وزامبيا وبوروندي واليابان وتايلندا وسنغافورا. وكان الإجماع العربي حول الموضوع كاملاً. وقال الممثل السعودي زياد إدريسي إنه يهنئ يونيسكو قبل تهنئة فلسطين"لأننا نشهد يونيسكو جديدة ملامحها قوة العدالة بدلاً من عدالة القوة التي سادت منذ سنوات". وأضاف:"من المهم استرجاع روح الأسرة في المنظمة". ووصفت سفيرة لبنان في يونيسكو سيلفي فضل الله الحدث بأنه"لحظة تاريخية ستساهم بفعالية في توطيد المبادئ العريقة للمنظمة وإرساء برامجها الثقافية والتربوية والعلمية". وقال السفير الأميركي دافيد كليان:"إن عضوية فلسطين في سابقة لأوانها ولها مفعول عكسي وستعقد استعدادنا لدعم برامج المنظمة إلا أننا سنبقي التزامنا بقوة تجاهها وسنجد سبلاً لدعم جهود المنظمة وتقويتها". واعتبر الممثل الإسرائيلي الخطوة بأنها"مأساة وأن المنظمة تخطت صلاحياتها". وأكد وزير خارجية فلسطين رياض المالكي أن فلسطين ستبذل كل جهد ممكن لكي تستمر المنظمة في مسؤوليتها". وعن الدول التي صوتت ضد انضمام فلسطين قال المالكي:"لن نحمل أي ضغينة لمن صوت ضدنا وسنفتح صفحة جديدة لتقوية المنظمة". وفي رام الله أشاع تصويت تسعة أعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس لمصلحة عضوية فلسطين في"يونيسكو"آمالاً كبيرة لدى السلطة الفلسطينية باجتياز حاجز الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة، في حال عدم التعرض للفيتو الأميركي. وقال مسؤولون فلسطينيون إن تسع دول أعضاء في مجلس الأمن الدولي صوتت أمس لمصلحة عضوية فلسطين هي فرنسا والصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا والغابون ونيجيريا ولبنان. ويتطلب مشروع القرار في المجلس الحصول على أصوات ثلثي الأعضاء في حال عدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين حق النقض"فيتو". وقال عمر عوض الله مسؤول دائرة الأممالمتحدة في وزارة الخارجية الفلسطينية ل"الحياة"بأن تصويت هذه الدول أثار الكثير من التفاؤل لدى الفلسطينيين بالحصول على الأصوات التسعة اللازمة. وفاجأ التصويت الفرنسي الكثير من المسؤولين في السلطة. وقال عوض الله:"هذه مفاجأة من العيار الثقيل، وربما الآن نحصل على أكثر من تسعة أعضاء في مجلس الأمن". وأضاف:"فمن صوت لمصلحة عضويتنا في اليونيسكو لن يصوت ضدها في الأممالمتحدة". ويرى الفلسطينيون في حصولهم على العدد اللازم من الأصوات في مجلس الأمن دعماً لهم في الحصول على التصويت اللازم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لدى التوجه إليها بطلب العضو المراقب في حال استخدام الولاياتالمتحدة المتوقع حق النقض ضد مشروع القرار الفلسطيني. قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن"حصول فلسطين على عضوية يونيسكو مؤشر واضح أن دول العالم تقف إلى جانب الحق الفلسطيني، لأن فلسطين تملك الحق بالأرض وفي إقامة الدولة المستقلة، والوجود في هيئات الأممالمتحدة كافة". وأضاف:"إن هذه الخطوة تفتح الباب وتشجع على الاستمرار بالمسعى والجهد الفلسطيني للوصول إلى جميع الأهداف التي حددت، آملاً أن يكون قرار اليوم حافزاً للمعارضين أن يستخلصوا النتائج من هذا التحول الذي لا يتعارض مع مبدأ حل الدولتين". وكانت"معركة يونيسكو"أحد أهم العناوين التي ناقشها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع 15 مبعداً فلسطينياً وصلوا قطر في إطار صفقة الأسرى بين"حماس"وإسرائيل. وقال عباس رداً على سؤال ل"الحياة"أنه قبل ساعات من قرار الانضمام كنت على اتصال دائم مع وزير الخارجية وممثل فلسطين في يونيسكو وكنت متفائلاً بالحصول على ثلثي الأعضاء ونوه بتلك"الخطوة السعيدة". وقال:"إن محطة يونيسكو مهمة جداً، لا توازي محطة الذهاب إلى مجلس الأمن، لأن تأثيرها أكبر ونتائجها ستكون باهرة، ووجودنا فيها يحمي ثقافتنا وتاريخنا من خلال العضوية في تلك المنظمة". وشدد عباس على أن"الشعب يريد الاستقلال وإنهاء الانقسام"، وأعلن أنه في مطلع الشهر الجاري ستكون هناك خطوات ولقاءات مهمة مع"حماس"حتى ننهي تلك وصمة الانقسام، فكلنا مسؤولون عنها". ومع تشديده على أن موضوع الأسرى أهم المواضيع في جدول أعمالنا مع الجانب الإسرائيلي لفت إلى أن"العلاقة مع إسرائيل هذه الأيام متوترة وصعبة لكن لنا قضية لا بد من أن نناضل من أجلها". وطلب بعض المبعدين أن يتدخل أبو مازن لدى الحكومة الأردنية لتسمح لهم بزيارة أهلهم هناك. ورد بأن"الإخوان في الأردن لن يقصروا". وأكد إنه سيطلب من الحكومة الأردنية ذلك.