رام الله، الدوحة، دمشق، القدسالمحتلة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - حصلت دولة فلسطين أمس على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» وسارعت الولاياتالمتحدة إلى الإعلان أنها علقت مساهماتها في المنظمة. واقترع ممثلون عن 107 دول إلى جانب فلسطين، مقابل 14 دولة ضدها، وامتناع الباقي، من أصل 173 دولة تمثلت، عن التصويت، خلال المؤتمر الوزاري العام الذي عقد في باريس أمس وأصبح عدد الدول الأعضاء 195 . وأشاعت النتيجة تفاؤلاً لدى السلطة الفلسطينية بإمكانات الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الأمن الدولي لمصلحة عضوية فلسطين في الأممالمتحدة. وأعلنت الإدارة الأميركية أنها علقت موقتاً تمويلها للمنظمة. وأكدت أنها ستعمل مع الكونغرس لإيجاد مخرج «يحفظ المصلحة الأميركية». وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن خطوة «يونيسكو» تحرك «قيوداً تشريعية وتقطع المساهمات الأميركية المدروسة والطوعية، أي تمويلنا»، وسيتم تعليق دفع مبلغ 60 مليون دولار كانت مقررة الشهر الجاري من أصل مبلغ يناهز 80 مليون دولار سنوياً ويعادل 22 في المئة من موازنة «يونيسكو». وقال إن «الولاياتالمتحدة لن تستأنف التمويل الذي يتم عادة في هذا الوقت» غير أنه أبقى الباب مفتوحا أمام دفع الحصة لاحقاً، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما «تنوي استشارة أعضاء الكونغرس للبحث في السبل الأفضل للمضي قدماً». ولفت المسؤول إلى أن «عدم دفع مستحقاتنا لهكذا منظمات يحجم كثيراً مدى تأثيرنا ولا يساعد في دفع المصلحة الأميركية». وانتقدت واشنطن خطوة «يونيسكو» واعتبرتها «سابقة لأوانها وتلهي عن الهدف المشترك لإطلاق المفاوضات المباشرة والوصول إلى دولة إسرائيل ودولة فلسطين مستقلة يعيشان جنباً إلى جنب». واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني أن «التصويت على انضمام السلطة إلى يونيسكو يؤتي نتائج عكسية حيال هدف المجتمع الدولي التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط». واعتبر الممثل الإسرائيلي في يونيسكو» الخطوة بأنها «مأساة وأن المنظمة تخطت صلاحياتها». وأكد وزير خارجية فلسطين رياض المالكي أن فلسطين «ستبذل كل جهد ممكن لكي تستمر المنظمة في مسؤوليتها». وفي عمان أعلن الرئيس محمود عباس أن عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الدولية يُشكل «انتصاراً للحق والعدل والحرية»، وشكر «كل الدول التي اقترعت لصالحنا». وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن «الرئيس عباس يعتبر أن هذا التصويت انتصاراً للحق والعدل والحرية للشعب الفلسطيني». وفي دمشق رحبت حركة «حماس» وقال عضو المكتب السياسي عزت الرشق في بيان «نثمن موقف غالبية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية»، لافتاً إلى أن هذا الموقف «يُشكل الانعكاس الحقيقي لمواقف المجتمع الدولي وشعوب العالم المؤيدة لكفاح الشعب الفلسطيني ونضاله وأهدافه المشروعة». وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام الجمعية العمومية إن التصويت يشكل «لحظة تاريخية تعيد إلى فلسطين بعضاً من حقوقها»، مشدداً على أن «هذه حقاً لحظة تاريخية تعيد لفلسطين بعضاً من حقوقها. فلسطين مهد الديانات والحضارات». وأضاف المالكي مخاطباً المؤتمرين أن الرئيس الفلسطيني «اتصل بي هاتفياً وهو يشكركم جميعاً على هذا التصويت الذي سمح لفلسطين بان تأخذ موقعها الطبيعي في منظومة الأمم ويونيسكو». ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان القرار واعتبرت «أنه يبعد احتمال أي اتفاق سلام». وقالت في بيان إن «إسرائيل ترفض قرار الجمعية العمومية ليونيسكو الصادر في 31 تشرين الأول (أكتوبر) القاضي بقبول فلسطين كدولة عضو في المنظمة». وأضاف إن «هذه مناورة فلسطينية أحادية الجانب لن تجلب أي تغيير على أرض الواقع بل من شأنها أن تُبعد احتمال أي اتفاق سلام». وأكدت أن «القرار لن يحول السلطة الفلسطينية إلى دولة حقيقة بل يضع أعباء على طريق إعادة إطلاق المفاوضات»، مشددة على أن «المفاوضات المباشرة هي الطريق الوحيد لأي تقدم ديبلوماسي. وأعربت عن «خيبة أملها» من عدم تمكن الاتحاد الأوروبي من الوصول إلى «موقف موحد» ضد القرار. وستتيح العضوية للفلسطينيين تقديم طلبات اعتراف في مركز التراث العالمي وبعضها لمواقع في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. ولدى رام الله نحو عشرين ملفاً لتقديمها وأولها يتعلق بكنيسة المهد في بيت لحم.