قد تكون مذنبات أتت من أقاصي الفضاء مسؤولة عن وجود جزء كبير من المحيطات التي تغطي الارض حالياً. فقد اكتشف علماء فيزياء الفلك على المذنب"هارتلي 2"الذي مر حديثاً قبالة الارض، مياهاً تركيبتها الكيميائية مماثلة لتلك الموجودة على الارض. وعلى رغم غرابة الأمر، يبدو أن المياه أتت من خارج الأرض، ولا يزال وجودها في أي حال موضع علمي. وقال العلماء الذين يعملون في إطار برنامج تسلكوب هيرشل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الاوروبية ايسا، انه خلال تكون النظام الشمسي كانت حرارة الارض مرتفعة الى درجة تبخرت فيها كل العناصر القابلة للتبخر وبينها المياه، ووحدها المناطق النائية نسبياً الواقعة ما بعد مدار المريخ، حافظت على كمية كبيرة منها. ويعتقد عدد كبير من الباحثين أن المياه عادت بعد ملايين السنين على تشكل الارض، في شكل جليد نقلته أجسام سماوية صغيرة خصوصاً النيازك، وبدرجة أقل المذنبات. ويقول بول هارتوغ من معهد"ماكس بلانك"لأبحاث النظام الشمسي، ان"النظريات الحالية تفيد بأن أقل من 10 في المئة من المياه الموجودة على الارض مصدرها المذنبات"، وهي نواة تحوي الجليد والغبار. وحتى الآن كان علماء الفلك قد رصدوا هذه النسبة في النيازك، وهي أجسام مؤلفة في الجزء الاكبر منها من الصخور والمعادن والجليد وآتية من حزام النيازك الواقع بين المريخ والمشتري. في المقابل، لم يعثر على هذه النسبة في أي من المذنبات الستة التي اختيرت، وكانت كلها غنية جداً بالدتريوم، وتأتي على الارجح من جوار كواكب غازية كبيرة مثل المشتري وزحل وأورانوس ونبتون. لكن المذنب"هارتلي 2"يأتي على الارجح من حزام كويبر وهي منطقة أبعد بكثير تقع في أقاصي النظام الشمسي. وقامت أجهزة هيرشل تالياً بمراقبته عن كثب خلال مروره على مسافة 18 مليون كيلومتر فقط من الارض في خريف عام 2010. ويختتم هارتوغ ان من الضروري تحليل عينات اخرى كثيرة لتقويم مساهمة المذنبات في كميات المياه الموجودة على الارض، وينبغي"أخذ المذنبات من نوع"هارتلي 2"في الاعتبار بكل جدية هذه المرّة".