أثارت المزاعم الأميركية حول تورط إيران بخطة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير تساؤلات، وسلطت الاضواء على تناقض هذه المعلومات. وسارعت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون الى الضغط عل? ايران، على رغم ان محللين أمنيين اميركيين وصفوا الرواية الاميركية بأنها تفتقر الى الأدلة الدامغة وضعيفة الصلة بالواقع. ورأى بعض المحللين السياسيين أن الاتهامات هذه هي من بنات السياسة التي يروّج لها بعض المحافظين الجدد عشية الانتخابات الاميركية. وترمي السياسة هذه الى الطعن بقدرة حكومة الرئيس باراك اوباما عل? مواجهة النفوذ الايراني المتعاظم في المنطقة. ولا شك في ان الولاياتالمتحدة تسع? الى تحقيق عدد من الأهداف من وراء اتهام ايران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن: - تعتبر إيران والسعودية من الدول المتنافسة في هذه المنطقة التي تشتبك فيها المصالح وتبرز التجاذبات إزاء عدد كبير من القضايا. ودخل هذان البلدان في جدل سياسي نتيجة التطورات الاخيرة التي شهدها بعض دول المنطقة. واختلفت وجهات النظر بينهما، وتصادمت في بعض الاحيان. ويبدو أن مزاعم اميركا تهدف إلى تعزيز نفوذها في المنطقة وعرقلة المساعي التي قد تقرّب وجهات النظر بين طهران والرياض. - سعت حكومة اوباما الى التنسيق والتعاون مع الأسرة الدولية لتحسين الصورة الأميركية الانعزالية المتفردة، ولتجاوز إخفاقات السياسة الأميركية في افغانستانوالعراق. وتحاول الإدارة الأميركية إرغام إيران عل? تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم، والابتعاد عن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين. وتزعم واشنطن أن نشاطات إيران تهدد الأمن والسلم العالميين. - تحاول الولاياتالمتحدة الالتفاف عل? المقترح الروسي الرامي الى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عل? ايران والذي حاول استبعاد صدور قرار جديد من مجلس الأمن. لكن المزاعم الأميركية الأخيرة تحاول إلصاق تهمة الإرهاب بإيران ليتسنى لواشنطن اصدار قرار جديد في مجلس الامن ضد ايران، وحمل روسيا والصين على الموافقة عليه. - ترمي واشنطن الى انقاذ اسرائيل التي تعاني مشكلات حقيقية في المنطقة نتيجة الحوادث الاخيرة: تغيّر العلاقات بين تل ابيب والقاهرة، والاحتجاجات الشعبية في الاردن واليمن والبحرين، وسقوط مبارك والقذافي وبن علي. وير? عدد من المراقبين ان الخاسر الأكبر من هذه التطورات هو إسرائيل، وان مثل هذه المزاعم الاميركية يؤثر في الرأي العام العالمي والإقليمي لإبعاد الأنظار عن المشكلات التي تعانيها إسرائيل. - يدرك المسؤولون العسكريون والخبراء الاستراتيجيون في الولاياتالمتحدة ان استتباب الامن في الشرق الاوسط لا يتحقق من غير مشاركة ايران في وقت تواجه المنطقة هذه استحقاقات الانسحاب الأميركي من العراقوافغانستان. لذا، تريد أميركا استباق الانسحاب من هذين البلدين واضعاف النفوذ الايراني في الشرق الاوسط. إن الجهاز الديبلوماسي الايراني مدعو الى التصدي لتصعيد البيت الابيض اعلامياً ضد ايران، ومتابعة هذه التطورات والتعامل معها بحذر وتأنٍ، وفتح باب الحوار مع الدول الاقليمية لتخفيف حدة التصعيد الاميركي ضد طهران. * محلّل ومعلّق، عن"ملت"الايرانية، 16/10/2011،