هناك فارق كبير حاصل الآن بين الكرة في الشرق الآسيوي وغربها، إذ تساقطت الكرة العربية التي تمثل الغرب الآسيوي في نهائيات كأس أمم آسيا المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، وكان المنتخب السعودي أول من أعلن خروجه من النهائيات بنتائج مخيبة للآمال وبعد ارتكاب أخطاء بدائية أدت لذلك الخروج المر، ثم توالت لحظات التساقط العربي منتخب تلو الآخر، فكان آخر المودعين العرب، المنتخب العراقي الذي لم يكن له حول ولا قوة وهو يواجه المنتخب الاسترالي الذي اجبر المنتخب العراقي بأن يدافع عن مرماه طيلة ال 90 دقيقة الى ان جاء الفرج للمنتخب الاسترالي في اللحظات الأخيرة ويفرض المنطق نفسه في مباراة كادت تصل الى ضربات الترجيح، كما تأهل المنتخب الأوزبكي والياباني والكوري الجنوبي، وليفرض المنطق نفسه مرة أخرى وتتأهل المنتخبات الأفضل في البطولة الى الدور ما قبل النهائي. المنتخبات الباقية في النهائيات هي المنتخبات التي تمثل الثقل العالمي في القارة الآسيوية، فقد تقدمت هذه المنتخبات كثيراً ووضح مدى العمل الجبار الذي فيها على مر سنوات مضى، فالمنتخبان الياباني والكوري الجنوبي يتقدمان بسرعة مذهلة بفضل العمل المدروس، كما ان المنتخبين الاسترالي والأوزبكي سيفرضان الواقع الجديد على الكرة العربية وربما يتوزعان البطاقات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم المقبلة، كما ان منتخبات عربية بدأت تنتقل من مرحلة الى أخرى نحو مزيد من التقدم في ظل تراجع مخيف من المنتخبات العربية الخليجية التي تحظى بالوفرة المادية، لكن المال لا يصنع المجد لوحده، وهذا ما ينقص المنتخبات العربية الخليجية تحديداً غزارة في الإنتاج سوء في التصريف. عندك حارس مرمى في البطولة الآسيوية أثبتت المنتخبات التي تأهلت من المجموعات الى الأدوار النهائية انها تملك أفضل حراس مرمى في البطولة، بينما أخفقت المنتخبات التي لا تملك حراس مرمى يمكن الوثوق بهم، لنأخذ المنتخب الأردني على سبيل المثال، فقد قدم الحارس المتألق عامر شفيع الذي مثل أكثر قوة في المنتخب الأردني وذاد عن مرماه ببسالة متناهية واستطاع المساهمة بانتقال منتخب بلاده الى الدور التالي على حساب المنتخب السعودي والسوري، وهو في رأيي أفضل حارس في النهائيات، والحارس الأول في آسيا الآن، مع الحارس الياباني إيجي كاواشيما، وعلينا الآن ان نتذكر إنجازات المنتخب السعودي التي تكررت ثلاث مرات بسبب وجود الحارسين العملاقين عبدالله ومحمد الدعيع، وعندما فقدناهما بدأت الكرة السعودية تفقد بريقها الآسيوي والعالمي، قاعدة الحراسة في الملاعب السعودية تمر بأخطر مرحلة في تاريخها فلم يعد هناك حارس مرمى يمكن ان يطمئن الجماهير السعودية وهو ما سيكون متعباً جداً لعمليات التحضير المقبلة. ومن الصعوبة بمكان ان نكتشف حارس مرمى عليه القيمة في الوقت الراهن، لهذا فلابد من وضع تصور مبدئي من الآن للتخلص من ان يكون المنتخب مجرد حقل تجارب لحراس المرمى، فقد خسرنا نهائي كأس آسيا 2007 بسبب هشاشة الحراسة، واليوم خرجنا من البطولة الحالية بالسبب نفسه او لنقل بالجزء الأكبر منه. [email protected]