فرضت كرة القدم الحديثة نفسها على المسرح الآسيوي بعد بلوغ المنتخبين الياباني والأسترالي، نهائي كأس أمم آسيا، عقب فوزهما، أمس، على كوريا الجنوبية وأوزبكستان. ولجأ محاربو «الساموراي» إلى ركلات الجزاء الترجيحية لتخطي خصمهم الكوري بعد نهاية اللقاء بالتعادل بهدفين لكل منهما، في وقت سجل فيه المنتخب الأسترالي أكبر نتيجة في المنافسات بفوزه على أوزبكستان بستة أهداف نظيفة، في لقاء لا يعكس المرحلة التي وصل إليها الأخير الذي كان من بين أفضل أربعة منتخبات في القارة. اليابان × كوريا الجنوبية وبدأ المنتخب الياباني ممكسا بخيوط المباراة في دقائقها الأولى فحصل على أكثر من ركلة ركنية خصوصا من الجهة اليمنى، قابله نظيره الكوري الجنوبي بتحفظ قبل أن يتوازن الأداء بعد انقضاء الدقائق العشر الأولى. وكانت المحاولة الأولى من كرة لشينجي أوكازاكي برأسه على يمين المرمى الكوري، وانقضى ربع الساعة الأول، وبدأ مسلسل الفرص الخطرة على المرميين، فانبرى كي سونج لتنفيذ كرة من ركلة حرة في الجهة اليسرى وأرسلها لولبية أبعدها الحارس كاواشيما ببراعة. وجاء هدف السبق في المباراة عبر ركلة جزاء للمنتخب الكوري إثر التحام بين ياسويوكي كونو وبارك جي سونج داخل المنطقة نفذها كي سونج يونج وأودع الكرة بنجاح في الزاوية اليمنى للمرمى «23». وسمح الاندفاع الياباني لإدراك التعادل للكوريين بإيجاد مساحات أكثر في منطقة منافسيهم فشكلوا خطورة كبيرة على مرمى كاواشيما وكادوا يخرجون من الشوط الأول بنتيجة مريحة، ومن إحدى المحاولات وصلت كرة من الجهة اليمنى ارتقى لها كوو جا تشيول وتابعها برأسه فوق المرمى بقليل «33». ورفض المنتخب الياباني الاستسلام مبكرا وكان له رأي آخر فأعاد الأمور إلى نصابها بعد ثلاث دقائق حين اخترق يوتو ناجاتومو ببراعة من الجهة اليسرى ومرر كرة متقنة إلى ريويشي مايدا تابعها الأخير من بين المدافعين في المرمى. وبدأ المنتخب الياباني الحصة الثانية مهاجما كما أنهى الأولى لكن نظيره الكوري الجنوبي انتزع المبادرة في معظم فتراته، وحصل على فرص عدة من دون أن يتمكن من التسجيل. وأطلق صاحب الهدف الكوري كي سونج يونج كرة قوية من نحو 30 مترا عالية عن المرمى «53» ثم التقط الحارس الياباني كرة أخرى من ركلة حرة لسونغ نفسه بعد دقيقة. ومرت الدقائق المتبقية بأمان على المرمى الياباني الذي تعرض إلى ضغط متواصل، ثم كاد الوقت الإضافي الأول يثمر هدفا كوريا، حين مرر سون هيونج مين كرة من الجهة اليسرى إلى تشيول تابعها بلمسة واحدة مرت قريبة جدا من القائم الأيسر «96». وارتدت الكرة في هجمة يابانية انتهت باحتساب حكم المباراة ركلة جزاء مثيرة للجدل إثر تنافس المدافع هوانج وون والمهاجم أوكازاكي على الكرة على خط المنطقة، فنفذها هوندا مرسلا الكرة بيسراه في منتصف المرمى وجدت قدمي الحارس لتتهيأ أمام البديل هاجيمي هوساجاي الذي وضعها في سقف الشباك «97». وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وتكاد تعلن تأهل اليابان إلى النهائي، استفاد هوانغ جاي وون من معمعة داخل المنطقة وسدد الكرة في الشباك مدركا التعادل «2 2» ليحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي تفوق فيها اليابانيون بتسجيلهم ثلاث ركلات من أصل أربع في حين أضاع الكوريون ركلاتهم الثلاث الأولى. أستراليا × أوزبكستان وعلى الرغم من خوض المنتخب الأسترالي وقتا إضافيا في ربع النهائي ضد العراق، فإن مدربه الألماني هولجر أوسييك احتفظ بالتشكيلة ذاتها التي واجهت أسود الرافدين؛ ما يعني أن بريت إيمرتون الذي لم يخض تلك المباراة لوقفه بعد حصوله على إنذارين في الدور الأول، لازم مقاعد اللاعبين الاحتياطيين قبل أن يشركه منتصف الحصة الثانية. وكانت أول فرصة خطرة للمنتخب الأسترالي عندما وصلت الكرة إلى بريت هولمان فسددها طائرة تصدى لها الحارس الأوزبكي تيمور جوراييف وحولها إلى ركنية «3». بيد أن افتتاح التسجيل لم يدم طويلا ونجح المنتخب الأسترالي في ذلك بعد دقيقتين فقط عندما مرر مات ماكاي كرة أمامية باتجاه هاري يويل فسيطر عليها قبل أن يطلقها بيسراه زاحفة بعيدا عن متناول الحارس الأوزبكي. ونجح المنتخب الأسترالي في إضافة الهدف الثاني عندما وصلت الكرة داخل المنطقة باتجاه تيم كاهيل فسددها برأسه لتتهيأ أمام أوغنينوفسكي تابعها الأخير داخل الشباك «35». ولم تتغير الأمور كثيرا في الشوط الثاني؛ لأن محاولات المنتخب الأوزبكي كانت خجولة ولم يتمكن من الضغط بشكل كبير على خط دفاع منافسه المتماسك، في المقابل اعتمد المنتخب الأسترالي على الهجمات المرتدة السريعة ومن إحداها نجح في إضافة الهدف الثالث عندما مرر ماكاي كرة حاسمة أخرى باتجاه ديفيد كارني لينفرد الأخير بالحارس ويسدد داخل الشباك «65». وتعقدت مهمة أوزبكستان أكثر وأكثر عندما طرد الحكم الإماراتي علي حمد لاعبها أولوغبيك باكاييف بعد دقيقة واحدة لحصوله على البطاقة الصفراء الثانية «67» لتكمل المباراة بعشرة لاعبين. وتبادل الاحتياطيان روبي كروس وبريت إيمرتون الكرة داخل المنطقة قبل أن يسددها الأخير في المرمى الخالي «74». ولم يكتف المنتخب الأسترالي بالرباعية وأضاف هدفين في الدقائق الأخيرة، الأول عبر فاليري الذي تبادل الكرة مع كروس ليتابعها في الشباك «82» ثم أضاف الأخير الهدف السادس بتمريرة أخرى من ماكاي أحد نجوم المباراة «83» .