انعكس تزايد انقطاع التيار الكهربائي في بيروت والمناطق اللبنانية المختلفة تزايداً في موجات الاحتجاج التي بدأت وتيرتها في الارتفاع مع بدء شهر رمضان وتزامنه مع موجة حر تضرب لبنان. وعمت الاحتجاجات على مدى الايام القليلة الماضية مختلف المناطق اللبنانية من الجنوب الى البقاع والشمال، وترافقت مع انتقادات لعجز الحكومة وخصوصاً وزارة الطاقة عن معالجة مشكلة حياتية تتعلق بحق المواطنين في تأمين الكهرباء إلى بيوتهم ومؤسساتهم التجارية. ولم تقف احتجاجات المواطنين عند حد تنفيذ الاعتصامات وقطع الطرق، بل تعدتها في جنوبلبنان الى اعتراض صهريجين ينقلان المحروقات الى معمل صور. وأعلنت مؤسسة"كهرباء لبنان"في بيان لها انه عصر أول من امس،"وفيما كانت الصهاريج تنقل مادة المازوت من معمل الزهراني الى معمل صور تم اعتراضها من جانب المتظاهرين على الطريق بين الزهراني وصور، ما اضطر اثنين منها للعودة الى معمل الزهراني وبالتالي توقفت عملية نقل المحروقات الى معمل صور لتستأنف امس بحذر شديد"، وأضافت أنه"تم توجيه كتب الى الجهات الامنية المعنية". وحذرت المؤسسة من انه"في حال تجددت عملية اعتراض الصهاريج المتوجهة الى معمل صور، سيتم توقيف عملية نقل المازوت الى هذا المعمل، ما سيؤدي الى نفاد هذه المادة من المعمل المذكور في غضون ايام معدودة وبالتالي الى توقفه كلياً عن انتاج الطاقة، الامر الذي سينعكس ارتفاعاً في ساعات التقنين في جميع المناطق اللبنانية وخصوصاً الجنوبية". وفي صيدا، أعلن"اللقاء الوطني الديموقراطي"، في بيان له، انه"استكمالاً للتحرك الأول الذي شهده شارع رياض الصلح الرئيسي منذ يومين احتجاجاً على التقنين القاسي في التيار الكهربائي، نزل العشرات من أبناء مدينة صيدا وللمرة الثانية إلى الشارع المذكور، وأقفلوا الطريق في الاتجاهين، وأضرموا النار بالاطارات المطاطية ومستوعبات النفايات عند البوابة الفوقا تنديداً بالمعاناة التي يعانونها في ظل انقطاع المياه المستمر، والتقنين الجائر في الكهرباء". وأعرب المواطنون عن غضبهم"من إهمال المسؤولين المعنيين في المدينة ونوابها، لأبسط حقوقهم وطالبوهم بالتحرك لمعاينة مأساة الناس"، وأعلنوا"الاستمرار في التحركات الاحتجاجية". وكانت"كهرباء لبنان"أعلنت في بيان آخر أنه"خلافاً لما تتناقله بعض وسائل الإعلام من ان ساعات التقنين تتجاوز 20 ساعة يومياً، فإن معدل التغذية بالتيار الكهربائي في المناطق اللبنانية كافة كان 18 ساعة يوم الاحد، و17 ساعة يوم الاثنين". وأعلنت انه"اذا تجاوزت ساعات التقنين المعدل المذكور اعلاه، فذلك بسبب أعطال محلية تقوم فرق التصليحات في المؤسسة بمعالجتها".