دفع أمس، التقنين الحاد للتيار الكهربائي في معظم المناطق اللبنانية والذي تزامن مع فقدان مادة المازوت الأحمر وانخفاض حاد في درجات الحرارة هذه السنة (خمس درجات في بيروت وناقص عشرة في الأرز) إلى تحركات احتجاجية في مناطق جبلية وقطع طرق. ونظمت هيئات أهلية والبلديات والمخاتير والتجار في منطقتي عاليه والمتن الأعلى اعتصاماً أمام سراي عاليه، شارك فيه نواب المنطقة: أكرم شهيب، هنري حلو، فادي الهبر، فؤاد السعد وممثلون عن أحزاب «التقدمي الاشتراكي» و «القوات اللبنانية» و «الكتائب اللبنانية» وفاعليات. واعتبر شهيب في كلمة أن «هذا التحرك صرخة وجع لدى الناس من الكهرباء ومطلبنا أن يوضع برنامج واضح وعادل. ومن انقطاع المازوت الأحمر في هذا الفصل البارد»، لافتاً إلى أن «عندما أعلن انتهاء الدعم، فجأة وفي الليلة نفسها وزعت ثمانية ملايين ليتر في مصفاة طرابلس على محاسيب وأزلام وتجار استفادوا على حساب الخزينة بليوناً ونصف بليون ليرة». وقطع شبان من منطقة عاليه والمتن الأعلى طريق شويت - عاليه الدولية لبعض الوقت. واعادت الأجهزة الأمنية فتحها. وجنوباً، أقدم عشرات من الشبان من بلدة الدوير – قضاء النبطية على قطع الطريق العام عند مثلث الدوير - الشرقية - أنصار، احتجاجاً على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي عن بلدتهم. وتجمعوا وسط الطريق مرددين هتافات التنديد بمؤسسة كهرباء لبنان ووزير الطاقة، ولامبالاة نواب المنطقة مع هذه الأزمة. وعمدوا إلى إضرام النار بإطارات مطاطية ما تسبب بإقفال الطريق، واعادت القوى الامنية فتحها. ولاحقاً، أصدرت مؤسسة «كهرباء لبنان» بياناً «تعقيباً على الاحتجاجات الشعبية على التقنين في التيار الكهربائي»، مذكرة أنها تعاني «نقصاً كبيراً في إنتاج الطاقة ناتجاً من عدم حصول استثمارات جديدة في هذا القطاع منذ أكثر من 16 سنة، يقابله طلب متزايد على هذه السلعة الحيوية، إضافة إلى الحمولة الزائدة الناتجة من التعديات على الشبكة العامة في كثير من المناطق». مشيرة إلى عمليات «كشف جزئي وصيانة تجرى حالياً على كامل مجموعات الإنتاج». وأكدت انها توزع التيار الكهربائي «بالتساوي على جميع المناطق ما عدا بيروت الإدارية التي تستفيد من برنامج تغذية خاص بموجب قرار من مجلس الوزراء». وردّت وزارة الطاقة بدورها على الانتقادات لتوزيع مادة المازوت الأحمر ووجود فضائح وهدر للمال العام، بالقول في بيان إن «بسبب الأحوال الجوية التي حالت دون تفريغ بواخر إضافية من المازوت الأحمر في منشآت الزهراني ما أدى إلى نقص حاد هناك، طلبت الإدارة من كل الشركات التي تسحب مادة المازوت من منشآت الزهراني استلام حصصها من طرابلس بهدف تأمين المادة إلى مناطق الجنوب والبقاع والتي تعتمد في مصادرها على منشآت الزهراني، الأمر الذي أدى إلى تسليمات أكبر في منشآت طرابلس إنما ضمن المجموع العام للتسليمات اليومية».