تفاقمت أزمة تقنين الكهرباء التي تعزوها شركة "كهرباء لبنان" الى نقص في المحروقات في معمل دير عمار الى المعارك المستمرة في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، ما يحول دون رسو سفن الفيول لتفريغ حمولتها. وبعد الاعتصامات المتتالية في ضاحية بيروتالجنوبية احتجاجاً على تفاقم تقنين الكهرباء، انتقلت الأصوات الاحتجاجية لتشمل جنوبلبنان وشماله وبخاصة من نقابات التجارة والصناعة. وهذا ما استدعى من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى متابعة القضية مع مسؤولي الكهرباء، مشدداً على"ضرورة تأمين التيار بالتوزي مع كل المناطق حسب قدرة المؤسسة في انتظار تجاوز الأزمة الناتجة عن تفاقم الوضع الأمني". وأكد أن"الدولة تتعامل مع المواطنين بالمساواة ولا مصلحة لها بالتمييز كما يحاول البعض أن يسوق". وركز على ضرورة الاسراع في تحسين التغذية. واطلعت النائب بهية الحريري من رئيس"جمعية تجار صيدا"علي الشريف على"الانعكاسات السلبية لأزمة التقنين على القطاعات الحياتية والاقتصادية والحياة اليومية للمواطنين". وأجرت اتصالات بعدد من المسؤولين في كهرباء لبنان. وكذلك وعدت الحريري وفداً من أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة التي تزود أحياء مدينة صيدا بالتيار عند انقطاع الكهرباء، ب"متابعة مشكلة التقنين والعمل على زيادة حصة صيدا والجنوب من التغذية من كهرباء الدولة بالتعاون مع الجهات المختصة". واستنكر"تجمع النقابات والاتحادات العمالية في صور والجنوب"في بيان أمس"الأسلوب اللاإنساني لمؤسسة كهرباء لبنان في التقنين"، مطالباً المؤسسة ب"إعادة النظر في التعاطي مع المواطنين وإنصافهم أسوة ببيروت والشمال". واستنكر رئيس"جمعية تجار لبنان الشمالي"أسعد الحريري"الاهمال المستشري في شركة كهرباء لبنان المستهدف به ضرب الاقتصاد والسياحة في المنطقة"، واعتبر ان"انقطاع التيار الكهربائي هو استهداف للشعب اللبناني في ظل الاعمال الارهابية والتخريبية التي تقوم بها عصابة العبسي في مخيم نهر البارد". وناشد المعنيين"الاسراع في حل جميع المشاكل المتعلقة بهذا القطاع"، مطالباً ب"المساواة بيننا وبين جميع المناطق". في المقابل، وعدت"مؤسسة كهرباء لبنان"في بيان بزيادة الانتاج بدءاً من غد. وقالت:"نظراً للأوضاع الأمنية الراهنة في محافظة الشمال وتعذر التفريغ مباشرة من البواخر في خزانات معمل دير عمار والتي ادت الى تخفيض قدرة هذا المعمل الى نحو 30 في المئة من طاقته الانتاجية، اجتمع مجلس ادارة المؤسسة استثنائياً ووافق على مقترحات المديرية العامة في المؤسسة لمعالجة هذا الموضوع في هذه الظروف الامنية الراهنة ووافق على جملة مقترحات لاعادة دورة الانتاج، منها شراء مازوت من السوق المحلية وعقد صفقة اضافية لنقل الغاز أويل بالصهاريج من الزهراني الى دير عمار".