عرضت تركيا جنسيتها على أساقفة أجانب أرثوذكس، للمساعدة في انتخاب البطريرك المسكوني الجديد خلفاً لبرتلماوس الذي بلغ السبعين من العمر، ويُعتبر أبرز مرجعية دينية لحوالى 250 مليون مؤمن أرثوذكسي في العالم. وأقدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على ذلك من دون إثارة ضجيج، خصوصاً أن ثمة نقصاً في المرشحين للمنصب خلفاً لبرتلماوس الذي يتخذ إسطنبول مقراً له. وينص القانون التركي على أن يكون البطريرك مواطناً تركياً، لكن الجالية الأرثوذكسية في تركيا تراجع عددها الى حوالى 3 آلاف فقط، من 120 ألفاً قبل نصف قرن، ما يقّلص في شكل كبير عدد المرشحين المحتملين. وقال إبراهيم كالين، مستشار اردوغان للشؤون الخارجية:"الدعوة الخاصة التي وجهها اردوغان لمنح الجنسية لمن سيشغل منصباً رسمياً في البطريركية، يأتي رداً على المشاكل التي تعانيها". وبصفته بطريرك القسطنطينية إسطنبول، يُعتبر برتلماوس وهو مواطن تركي من أصل يوناني ويتمتع بصحة جيدة، زعيماً روحياً للكنيسة الأرثوذكسية في العالم. وثمة عدد من البطاركة الأرثوذكس في العالم، جميعهم متساوون، لكن برتلماوس يُعتبر الأول بين متساوين، بصفته بطريرك القسطنطينية. وثمة 14 أسقفاً أرثوذكسياً، من بينهم برتلماوس، يحملون الجنسية التركية. وأعلن ناطق باسم البطريرك أن 17 أسقفاً من دول عدة، بما في ذلك النمسا وفرنسا والولايات المتحدة واليونان، قدموا طلبات للحصول على جواز سفر تركي. وأضاف إن 6 آخرين قد يقدمون طلبات أيضاً، مرجحاً حصول بعضهم على الجنسية بحلول عيد الميلاد في كانون الأول ديسمبر المقبل. واعتبر كالين أن قرار اردوغان يظهر إرادة أنقرة بالالتزام بقواعد حقوق الإنسان، في سعيها الى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. وقال:"هذا يتّسق مع هدف تركيا لعضوية الاتحاد. لكننا نعتقد أن من مصلحتنا توفير جميع الحقوق والامتيازات للأقليات غير المسلمة، والتي تحمل الجنسية التركية".