وصف رئيس الوزراء الأوكراني نيكولاي أزاروف علاقات بلاده مع موسكو بأنها"حققت اختراقاً مهماً على المستوى الاستراتيجي". وقال إن المشكلات التي كانت تعوق بناء الدولة الاوكرانية"غدت جزءاً من الماضي"، في اشارة إلى السلطة السابقة. وأبدى ازاروف تفاؤله بنتائج اجتماع اللجنة الروسية - الأوكرانية للتعاون الاقتصادي الذي جرى اخيراً في مدينة سوتشي الروسية، معتبراً ان علاقات البلدين تجاوزت ازماتها ودخلت مرحلة نوعية جديدة، وقال إن ما حدث يشبه تحقيق"اختراق نوعي له أبعاد استراتيجية في علاقات البلدين". وأوضح رئيس الوزراء الاوكراني ان"المشكلات التي كانت تعرقل تطور الدولة الأوكرانية ازيلت، ونحن في أوكرانيا على ثقة تامة الآن بأن بلادنا ستستأنف تنمية طاقاتها الاقتصادية بوتيرة متسرعة مما سيساعد على رفع مستوى معيشة المواطنين". وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اجرى قبل ايام، محادثات مع نظيره الأوكراني، اكد الطرفان في ختامها"إغلاق الملفات الخلافية". ووقع بوتين في اعقاب ذلك، قراراً في شأن إزالة الرسوم الجمركية المفروضة على الغاز الروسي المصدّر إلى أوكرانيا. وأعلن أن روسيا مستعدة لمنح أوكرانيا قرضاً بحجم 500 مليون دولار في حال أبدى الجانب الأوكراني اهتماماً بذلك. من جهة أخرى، انتخب حزب الأقاليم الأوكراني في مؤتمره امس، رئيس الوزراء الحالي زعيماً للحزب خلفاً لفيكتور يانوكوفيتش الذي أصبح رئيساً لأوكرانيا. ويذكر أن القانون الأوكراني لا يتيح لرئيس الجمهورية شغل منصب زعيم حزب في البلاد. واعتبر مراقبون ان الحزب الذي يحظى بدعم الاقاليم الشرقية الاوكرانية الناطقة بالروسية، يستعد للتحول الى حزب حاكم يهيمن على مقاليد الامور في البلاد على نمط حزب"روسيا الموحدة"الذي يسيطر منذ سنوات على كل مفاتيح القرار في روسيا. وكانت علاقات موسكو وكييف تلقت دفعة قوية بعد فوز يانوكوفيتش في انتخابات الرئاسة الاخيرة، ووقع الطرفان اتفاقية وصفت بأنها تاريخية تسمح ببقاء الاسطول الروسي في منطقة القرم لربع قرن، في مقابل تخفيض اسعار الغاز الطبيعي الروسي لأوكرانيا بنسبة ثلاثين في المئة تقريباً. وحول العلاقات مع موسكو، أعلن ازاروف أنه خلال زيارة الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى أوكرانيا في السابع عشر من ايار مايو الجاري، سيوقع عدداً من الوثائق المهمة، مشيراً الى ان الجانبين يضعان حالياً اللمسات الاخيرة على الوثائق التي تضع اساساً قانونياً طويل الامد لتعزيز التعاون والتحالف بين البلدين الجارين. وأضاف أن قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية والفضاء والنقل والكثير غيرها، تشكل أهم اتجاهات التعاون بين روسياوأوكرانيا. وكان بوتين اكد حصول"اختراق نوعي"في العلاقات بين روسياوأوكرانيا يتيح للبلدين التحول الى"شريكين إستراتيجيين". وأضاف أن أوكرانيا ستتمكن من خلال استثمار التسهيلات التي قدمتها لها روسيا في أسعار الغاز، من توظيف أكثر من 40 بليون دولار في اقتصادها الوطني. وأكد أن ما تحقق يوفر ظروفاً سياسية واقتصادية لبناء شراكة إستراتيجية حقيقية بين البلدين. نشر في العدد: 17198 ت.م: 06-05-2010 ص: 14 ط: الرياض