كشف مصدر فرنسي مطلع على تحضيرات القمة الفرنسية - الأفريقية أن الرئيس نيكولا ساركوزي وجّه رسالة إلى نظيره السوداني عمر البشير في شباط فبراير الماضي، شارحاً أسباب عدم دعوته إلى حضور القمة التي تعقد الأسبوع المقبل من 31 أيار/مايو حتى 1 حزيران/يونيو في مدينة نيس جنوبفرنسا، لكنه طلب منه أيضاً أن يتمثل السودان في القمة. يذكر أن القمة الفرنسية - الأفريقية كانت مبرمجة للانعقاد في شرم الشيخ، وتم الاتفاق مع مصر على نقلها إلى جنوبفرنسا لكي تنعقد دون حضور البشير، نظراً إلى وجود مذكرة اعتقال بحقه صادرة عن المحكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور. ولفت المصدر إلى أنه على رغم الموقف الرسمي من البشير فإن الاتصالات بين فرنسا والسودان ليست مقطوعة وهناك سفارة فرنسية في الخرطوم وسفارة سودانية في باريس. وأشار إلى الاستفتاء حول تقرير المصير في جنوب السودان الذي يفترض أن يتم في كانون الثاني يناير المقبل، تنفيذاً لاتفاق السلام الذي وقع عام 2005، وقال إن باريس ترى أن من المحتمل أن يؤدي إلى قرار انفصال الجنوب، مشيراً إلى أن من غير المؤكد ولكنه محتمل أن يعقب الاستفتاء إعلان استقلال جنوب السودان. وأضاف أن ما ينبغي أن يسبق الاستفتاء هو حل المشكلات القائمة بين الشمال والجنوب، إذا كان الهدف هو أن تسير الأمور في شكل جيد من دون صراعات، وأن تجد المسائل المتعلقة بترسيم الحدود وتقاسم الثروة حلاً قبل الاستفتاء. ومضى يقول إن باريس ترى أن هناك حاجة متبادلة بين جنوب السودان وشماله وأن الشمال بحاجة إلى الجنوب لأنه أساس الثروة النفطية والجنوب يحتاج إلى الشمال لأنه طريق النفط ومعبره ومرفؤه. وأشار إلى وجود كلام عن إنشاء أنابيب لنقل النفط من جنوب السودان إلى تنزانيا، ولكن هذا يتطلب نحو عشر سنوات، كما يتطلب تمويلاً باهظاً والطريق الوحيد الآن لإخراج النفط من جنوب السودان هي عبر الشمال من خلال مرفأ بورتسودان. وأكد أنه إذا كان لا بد للأمور أن تسير في شكل جيد فينبغي حل المشاكل قبل الاستفتاء وإلا فإنها ستنطوي على مخاطر في مرحلة ما بعد الاستفتاء. وتابع أن سكان جنوب السودان إذا قرروا الانفصال عن الشمال فإنهم سيكونون بحاجة إلى مساعدات ضخمة لإنشاء مؤسسات دولة غير موجودة حالياً. وتابع أن باريس ترى أن السودان بحاجة إلى وساطة كبرى لحل كل هذه المشاكل وان بإمكان الأممالمتحدة أن تلعب هذا الدور مع دعم من دول المنطقة والدول الكبرى. وحذر المصدر من ان إهمال السودان قد يؤدي إلى انقطاع الكلام بين الجنوب والشمال وقد يحول دون الاستفتاء أو أن الاستفتاء قد يحصل ويقرر الجنوب اعلان استقلاله. واعتبر أن حل المشاكل بين الجنوب والشمال قبل الاستفتاء يتطلب ضغطاً على كليهما، ليجلسا حول طاولة المفاوضات ويحلا المشاكل قبل حدوث مزيد من التدهور. وذكر المصدر أن وجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيس، إضافة الى رؤساء الدول المجاورة للسودان، قد يتيح فرصة للتطرق الى الموضوع، علماً أنه ليس مدرجاً على جدول أعمال القمة، ولكن بالإمكان التطرق إليه على هامشها. نشر في العدد: 17220 ت.م: 28-05-2010 ص: 9 ط: الرياض