أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاثنين أن حكومته أقرَّت بالإجماع وقبلت "بصدر رحب" النتائج النهائية للاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، والتي أظهرت أن 98.83 في المائة من المقترعين قد صوتوا لصالح انفصال الجنوب عن الشمال. وقال البشير: "لقد أرسلنا هذه النتيجة وقبلناها بصدر رحب، لأنها رغبة المواطن الجنوبي، والهدف الرئيسي هو السلام". من جانبه، قال سيلفا كير، نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان، تعليقا على النتائج النهائية للاستفتاء الذي جرى بين التاسع والخامس عشر من الشهر الماضي: "انفصال الجنوب ليس نهاية الطريق، وليس معناه أن نكون أعداء لبعضنا البعض، بل يجب أن نتمتع بعلاقات قوية". وتعهد الزعيم السوداني الجنوبي سيلفا كير بالتعاون مع الخرطوم في المستقبل، قائلا: "إن هناك الكثير مما يربط الشمال بالجنوب". وكانت مفوضية استفتاء جنوب السودان قد أعلنت الاثنين النتيجة النهائية للاستفتاء، والتي أظهرت أن غالبية المقترعين قد أيَّدت انفصال الجنوب عن الشمال. وقالت المفوضية إن 44888 مقترعا فقط من أصل المقترعين ال 3,837,406 الذين أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء عبَّروا عن رغبتهم بالإبقاء على السودان بلدا موحدا. رد أمريكي من جهة أخرى، تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء، بأن بلاده ستعترف بدولة جنوب السودان المستقلة عندما ترى النور في يوليو/تموز المقبل. كما قررت الولاياتالمتحدة أيضا المضي قدما في الإجراءات الخاصة برفع اسم السودان من "قائمة الدول الراعية للإرهاب"، بعد قبول الخرطوم بنتائج الاستفتاء. وقد أثنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، على الخرطوم لقبولها النتائج التي جاءت لصالح انفصال الجنوب. إلى ذلك، قال مراسل بي بي سي في الخرطوم إن تحديات ومشاكل كبيرة تنتظر ولادة دولة جنوب السودان المرتقبة، بما في ذلك التخلف والتوتر العرقي بين سكان المنطقة. شار إلى أن الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان هو جزء من اتفاق السلام الذي كانت الحكومة السودانية قد وقعته في نيفاشا عام 2005 مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، ووضع حدا ل 21 عاما من الحرب الأهلية في البلاد. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حثَّ المجتمع الدولي على "مساعدة كل السودانيين على تحقيق الاستقرار والتنمية". وكانت المفوضية المذكورة قد نشرت في الثلاثين من الشهر الماضي أول نتائج رسمية كاملة أشارت إلى أن نسبة من صوَّتوا لصالح انفصال جنوب السودان عن شماله بلغت 99.57 بالمائة. وأشار المراقبون إلى أن تلك النتائج "جاءت تحصيل حاصل، ودلَّت على وكان الاتحاد الإفريقي قد أعلن الشهر الماضي عن عزمه على أن يكون أول جهة تعترف بجنوب السودان كدولة مستقلة، وذلك في حال أظهرت نتائج الاستفتاء لصالح الانفصال، وهذا ما حدث بالفعل. كما أشاد مجلس الأمن الدولى ب "الطريقة المنظمة والسلمية" التى أُجري بها الاستفتاء، مشيرا إلى أن تقارير المراقبين عن عملية التصويت أكدت أنها "تمت بحرية ونزاهة ومصداقية". وحث المجلس شمال وجنوب السودان على حل كافة القضايا العالقة بينهما خلال الأشهر القادمة، بما فيها النزاع على منطقة أبيي الغنية بالنفط.