رأى الرئيس الصيني هو جينتاو ضرورة أن تحترم الصينوالولاياتالمتحدة حق كل منهما في اختيار مسار التنمية الخاص به، وشدّد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين. كلام جينتاو ورد خلال كلمته في افتتاح الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصينوالولاياتالمتحدة أمس في قاعة الشعب الكبرى في بكين. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها"ستناقش المواضيع في شكلٍ صريح". ويرأس الممثلان الخاصان للرئيس الصيني هو جينتاو، وهما نائب رئيس مجلس الدولة وانغ تشي شان وعضو مجلس الدولة داي بينغ قوه، الاجتماع الذي يستمر ليومين مع الممثلين الخاصين للرئيس الأميركي باراك اوباما، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الخزانة تيموثي غايثنر. وقال الرئيس الصيني:"علينا الإقرار بالاختلافات في التقاليد الثقافية والنظم الاجتماعية والقيم ومفاهيم التنمية للدول، وتشجيع الحضارات المختلفة ونماذج التنمية على الاستفادة من بعضها وتعزيزها بغية تحقيق تنمية مشتركة". وأشار إلى انه"من غير المستحسن استخدام نموذج واحد لقياس العالم المتنوع والنابض بالحيوية الذي نعيش فيه". وأكد أن الصينوالولاياتالمتحدة في حاجة إلى التمسك بالاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية، إذ"مهما كانت تطورات الوضع الدولي ومهما كانت الصعوبات والعقبات التي يمكن أن نواجهها، علينا دائماً انتهاج منظور استراتيجي وطويل المدى، والتمسك بالعمل معاً وحماية هدفه من اجل بناء علاقات صينية - أميركية إيجابية تعاونية وشاملة للقرن الحادي والعشرين". وأضاف"علينا دعم الثقة الإستراتيجية المتبادلة، وتعزيز التعاون الاستراتيجي ومعالجة الخلافات في شكل ملائم وتكثيف الاتصالات والتنسيق والتعاون في شأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية". وشدد هو على أهمية أن تحترم الصينوالولاياتالمتحدة المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسة لكل منهما. وذكر أن السيادة والاستقلال وتكامل الأراضي تعد بالنسبة لأي بلدٍ، أهم الحقوق الأساسية المعترف بها في القواعد التي تحكم العلاقات الدولية. وأضاف:"لا شيء أكثر أهمية بالنسبة إلى الشعب الصيني من حماية سيادة الوطن وتكامل أراضيه. أثق بأنه ليس من الصعب على الشعب الأميركي، الذي مر بحرب أهلية في تاريخه، أن يفهم إلى أي مدى تعد الوحدة مهمة وثمينة لأي بلد". وجدد الرئيس الصيني تأكيد أهمية تطوير العلاقات الصينية - الأميركية، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية السليمة تساهم في السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي العالم. وتابع أن"الصينوالولاياتالمتحدة بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، وأكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة، تواجهان مهمات مشتركة وتحملان على عاتقهما مسؤوليات مهمة تتراوح من تعزيز التعافي الكامل والنمو المستدام للاقتصاد العالمي إلى معالجة القضايا الساخنة ومواجهة التحديات العالمية وحماية السلام والأمن العالمي". ولفت إلى أن العالم في خضم تطورات رئيسة وتغيرات وتعديلات، مشيراً إلى أن التوجه نحو تعدد الأقطاب العالمية والعولمة الاقتصادية يحشد قوة دافعة. وتابع أن"المضي بالقضية الإنسانية النبيلة للسلام والتنمية يتطلب تعاوناً أوثق بين شعوب كل الدول". وقال الرئيس الصيني إن على الصينوالولاياتالمتحدة تطوير نمط للتعاون متبادل النفع يحقق الربح للجانبين. ودعا البلدين إلى تكثيف تنسيق سياسة الاقتصاد الكلي وتعزيز انتعاش اقتصادي عالمي مستدام. تحديات مشتركة وحض وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايثنر الولاياتالمتحدةوالصين على مواجهة التحديات المشتركة معاً. وقال إن الولاياتالمتحدةوالصين"في القارب ذاته الذي تتقاذفه العاصفة"وعليهما مواجهة التحديات المشتركة معاً. وأضاف:"عندما نقترب بعلاقاتنا الثنائية من روح الاحترام المتبادل والتعاون، في ظل التصميم على أعلى المستويات، بالتغلب على خلافاتنا، نحقق نجاحاً عظيماً في قيادة العالم نحو التغلب على أزمة المال، وصياغة اتفاق عالمي في شأن المناخ في كوبنهاغن ورسم استجابة مشتركة للتحديات في الأمن الدولي". وذكر أن بين بكينوواشنطن مصالح ومسؤوليات مهمة، مشيراً إلى أنهما عملتا بجد لبناء علاقات قوية منذ الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الأول الذي عقد في واشنطن في تموز يوليو الماضي. وركز غايثنر في خطابه على كلمات مثل"المصالح المشتركة". وتشارك الولاياتالمتحدة في الحوار بمئتي مندوب. وهو على حد تعبير وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون"اكبر عدد من المسؤولين الحكوميين يحضرون لقاء في أي مكان من العالم". وقالت لدى افتتاح المناقشات"لن نتفق على كل المسائل، لكننا سنناقشها في شكل صريح"، وذكرت خصوصاً مسألة حقوق الإنسان. وعلقت صحيفة"غلوبال تايمز"أن"العلاقات الصينية الأميركية مثل دراجة ثنائية ... ليس من السهل السير فيها ببطء أو في سرعة، فلا تسير في شكل جيد إلا إذا بذل قائداها جهداً بالتشاور". نشر في العدد: 17217 ت.م: 25-05-2010 ص: 22 ط: الرياض