بيجينغ - يو بي أي - رأى الرئيس الصيني هو جينتاو اليوم الاثنين ان على كل من الصين والولايات المتحدة احترام حق كل منهما في اختيار مسار التنمية الخاص به، مشدداً على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن هو قوله في خطاب ألقاه في الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي والاقتصادي الصيني - الأميركي في بيجينغ اليوم "علينا الإقرار بالاختلافات في التقاليد الثقافية والنظم الاجتماعية والقيم ومفاهيم التنمية للدول، وتشجيع الحضارات المختلفة ونماذج التنمية على الاستفادة من بعضها البعض وتعزيز بعضها البعض بغية تحقيق تنمية مشتركة". وأشار إلى انه "من غير المستحسن استخدام نموذج واحد لقياس العالم المتنوع والنابض بالحيوية الذي نعيش فيه". وأكد الرئيس الصيني ان الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى التمسك بالاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية، قائلاً "مهما كانت تطورات الوضع الدولي ومهما كانت الصعوبات والعقبات التي يمكن أن نواجهها، علينا دائماً انتهاج منظور استراتيجي وطويل المدى، والتمسك وحماية هدف العمل معا من اجل بناء علاقات صينية أميركية إيجابية تعاونية وشاملة للقرن الحادي والعشرين". وأضاف "علينا دعم الثقة الإستراتيجية المتبادلة، وتعزيز التعاون الاستراتيجي ومعالجة الخلافات بشكل ملائم وتكثيف الاتصالات والتنسيق والتعاون بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية". وشدد هو على أهمية أن تحترم الصين والولايات المتحدة المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما. وذكر ان السيادة والاستقلال وتكامل الأراضي تعد بالنسبة لأي بلد أهم الحقوق الأساسية المعترف بها في القواعد التي تحكم العلاقات الدولية. وأضاف " لا شيء أكثر أهمية بالنسبة إلى الشعب الصيني من حماية سيادة الوطن وتكامل أراضيه". وتابع "أثق بأنه ليس من الصعب على الشعب الأميركي، الذي مر بحرب أهلية في تاريخه، أن يفهم إلى أي مدى تعد الوحدة مهمة وثمينة لأي بلد". وجدد الرئيس الصيني تأكيد أهمية تطوير العلاقات الصينية الأميركية، مشيراً إلى ان العلاقات الثنائية السليمة تساهم في السلام والاستقرار والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادي وفي العالم. وقال ان "الصين والولايات المتحدة بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، وأكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة، تواجهان مهمات مشتركة وتحملان على عاتقهما مسؤوليات مهمة تتراوح من تعزيز التعافي الكامل والنمو المستدام للاقتصاد العالمي إلى معالجة القضايا الساخنة ومواجهة التحديات العالمية وحماية السلام والأمن العالمي". ولفت إلى ان العالم في خضم تطورات رئيسية وتغيرات وتعديلات ، مشيراً إلى ان التوجه نحو تعدد الأقطاب العالمية والعولمة الاقتصادية يحشد قوة دافعة. وتابع ان "المضي قدماً بالقضية الإنسانية النبيلة للسلام والتنمية يتطلب تعاوناً أوثق بين شعوب كل الدول". ودعا هو إلى الحفاظ على تفاعلات وثيقة على أعلى مستوى وعلى مستويات أخرى من أجل تواصل كامل. وذكر ان الاتصالات الكاملة تعد أساساً مهما لتعزيز التعاون، ولا يمكن حتى لتقنيات الاتصالات الأكثر تطوراً أن تحل محل التبادلات وجهاً لوجه. وأضاف "أثناء لقائي بالرئيس (الأميركي باراك) أوباما في واشنطن في 12 نيسان'ابريل هذا العام، اتفقنا معاً على أن نبقى على اتصال وثيق عبر الاجتماعات والمكالمات الهاتفية والمراسلات ". وتابع "علينا أيضاً تكثيف الحوارات الإستراتيجية والمشاورات لتعميق التفاهم وتوسيع أرضية مشتركة وتعزيز التعاون". وقال الرئيس الصيني ان على الصين والولايات المتحدة تطوير نمط للتعاون متبادل النفع يحقق الربح المتبادل للجانبين. ودعا البلدين إلى تكثيف تنسيق سياسة الاقتصاد الكلي وتعزيز انتعاش اقتصادي عالمي مستدام. كما طالب بتبادلات وتعاون ثنائي أوثق في مجالات تضم الاقتصاد والتجارة والطاقة والبيئة ومكافحة الإرهاب والحد من الانتشار وفرض القانون والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والزراعة والصحة ومراقبة الجودة. ودعا البلدين أيضاً إلى تطوير تعاون في مجالات جديدة مثل الطيران المدني وسكك الحديد فائقة السرعة وتشييد البنية التحتية واستكشاف الفضاء. وأضاف "بهذه الطريقة، سنقدم دفعة جديدة إلى نمو العلاقات الصينية - الأميركية ونمكن شعبينا من جني نتائج ملموسة من التعاون الصيني- الأميركي". يشار إلى ان الحوار الاستراتيجي والاقتصادي، الذي يرمي إلى تعزيز التفاهم والثقة بين الصين والولايات المتحدة، يغطي مجموعة من المواضيع التي يمتد نطاقها من العلاقات الثنائية إلى القضايا الإقليمية والعالمية. ويشارك نحو 50 ممثلاً من أكثر من 40 دائرة من البلدين في هذه الجولة من الحوار المنعقدة بقاعة الشعب الكبرى ببيجينغ وهي الثانية بينهما وتستمر يومين بعدما عقدت الجولة الأولى في واشنطن في تموز'يوليو 2009. وبدأ عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغ قوه ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الاثنين المسار الاستراتيجي للمحادثات السنوية رفيعة المستوى بين البلدين. فيما بدأ كبار مسؤولي الاقتصاد من الصين والولايات المتحدة محادثاتهم السنوية لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية. ويترأس نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بالمشاركة مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايثنر الحوار الذي يستمر يومين في دار الضيافة دياويويتاي ببيجينغ.