داعبت إيران، بواسطة الاتفاق النووي الأخير، وهماً بإحراز الخلاف بينها وبين الغرب تقدماً على طريق الحل، من غير أن تنزل فعلاً على شروط الولاياتالمتحدة وحلفائها. فالدول الغربية تدعو طهران الى مفاوضات تتناول الملف النووي كله. وكانت الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا اقترحت تبادلاً نووياً، قبل 8 أشهر، خطوة على طريق بناء الثقة، والتمهيد للمفاوضات العامة. فالمقصود بالتبادل هو تعليق البرامج النووي الإيراني تمهيداً للمفاوضات الدولية التي تتولى هي صوغ الحل الحاسم للأزمة. والاتفاق الأخير يحرف المساعي عن الصفقة الكبيرة الى أحد تفاصيلها أو إحدى مقدماتها. وكان الاقتراح يقضي، حين التقدم به، بنزول إيران عن 70 في المئة من اليورانيوم المخصب. وفي الأثناء، مضت أجهزة الطرد الإيرانية على إنتاج اليورانيوم، وزادت كمية المخزون الإيراني منه. وعلى هذا، فال1200 كلغ لم تعد 70 في المئة من المخزون، ولكن نحو 50 في المئة. وبعض كمية اليورانيوم، رفعت طهران تخصيبها من 3.5 في المئة الى 19.75. ويقول المسؤولون الإيرانيون إنهم ماضون على زيادة نسبة التخصيب، ويبطلون الداعي الى المبادلة. ولا علاقة للاتفاق الأخير بالمسألة التي دعت الى فرض العقوبات على المشروع النووي الإيراني. فالعقوبات هي جزاء تستر طهران على إنشاء مفاعل نووي سري بقم، وتركها التزام وقف التخصيب. ويخلو نص الاتفاق من الإشارة الى المحادثات بين إيران وبين مجموعة 5+1. وهذا إغفال يدعو الى التساؤل. * معلق، عن موقع"واشنطن بوست"الأميركية، 17/5/2010، إعداد م. ن. وو. ش. نشر في العدد: 17211 ت.م: 19-05-2010 ص: 26 ط: الرياض