يحتفل العالم بالذكرى العشرين لاطلاق"هابل"، وهو أول تلسكوب فضائي أحدث ثورة في علم الفلك وقلب رؤيتنا للكون عبر نقله صوراً رائعة لمجرات بعيدة. وأُطلق التلسكوب العملاق في 24 نيسان ابريل 1990 بواسطة المكوك"ديسكوفري"ووضع في المدار على بعد حوالى 600 كيلومتر عن الارض. والتلسكوب الشهير ثمرة تعاون بين وكالة الفضاء الاميركية ناسا ووكالة الفضاء الاوروبية ايسا، وعرف بدايات صعبة، ولم يبدأ عمله إلا بعد ثلاث سنوات على اطلاقه. وانطلاقاً من هذا التاريخ بدأ هابل، وهو آلة للسفر عبر الزمن ولسبر أسرار الفضاء، نقل صور تخطف الألباب لنجوم متفجرة سوبر نوفا عند وفاتها وأجرام سماوية أخرى. ومن أشهر صور هابل تلك الملتقطة لسحابة القاعدة"كارينا نيبولا"وهي عبارة عن تجمعات نجمية مع أعمدة غبار وغاز هائلة تقع على مسافة 6500 سنة ضوئية السنة الضوئية توازي 9461 بليون كيلومتر. وكشف هابل كذلك وجود ثقوب سود في وسط الغالبية العظمى للمجرات، كانت الأوساط العلمية تشتبه فقط بوجودها. والتقط التلسكوب البالغ وزنه 12 طناً 900 ألف صورة لأكثر من 30 ألف جرم سماوي بعضها موجود في أقاصي الكون. وبفضل عمليات الرصد التي قام بها"هابل"بنسبة وضوح تزيد آلاف المرات عن تلك التي تتم عبر أكثر التلسكوبات الارضية قدرة، حصل علماء الفلك على التأكيد أن الكون يتسع بوتيرة تزداد سرعة وتمكنوا من احتساب عمره الذي قدروه ب13.7 بليون سنة. ومن الاكتشافات الاخرى التي حققها هابل، رصد أول جزئية عضوية في الغلاف الجوي لكوكب في مدار نجمة بعيدة وأن عملية تكون الكواكب والأنظمة الشمسية أمر شائع في مجرتنا درب التبانة. ومنذ مهمة الصيانة الأخيرة التي أجراها المكوك اتلانتيس في أيارمايو 2009 نُصب على التلسكوب جهازان قادران على العودة 600 الى 500 مليون سنة بعد الانفجار العظيم بيغ بانغ الذي شكل بداية الكون.