ربطت طهران امس، بين اغتيال العالِم النووي الايراني مجيد شهرياري والمفاوضات التي ستُستأنف الاسبوع المقبل في شأن برنامجها النووي. وشيّع الايرانيون شهرياري، الذي اغتيل بتفجير عبوة أُلصقت على سيارته الإثنين، في طهران امس، فيما نجا العالِم النووي الآخر فريدون عباسي من عملية مماثلة. واتهم القادة الايرانيون اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية موساد والاميركية سي آي إي بتدبير الاعتداءين على العالِمين اللذين أدّيا دوراً بارزاً في البرنامج النووي الايراني. وقال رئيس"المنظمة الايرانية للطاقة الذرية"علي أكبر صالحي خلال التشييع، في اشارة الى قتلة شهرياري:"أراد هؤلاء الاشرار ان يُظهروا وجههم القبيح، وجه سياسة العصا والجزرة قبل المفاوضات النووية"المقررة الإثنين والثلثاء في جنيف. واضاف:"لكننا تلاميذ الامام الخميني، الذي كان يقول: اذا قتلتونا، سنصبح اقوى". أما أبرز المفاوضين النوويين الايرانيين، سعيد جليلي، فحمّل مجلس الامن مسؤولية اغتيال شهرياري. وقال خلال تشييعه:"استخدموا كلّ الوسائل التي في حوزتهم، مثل اصدار قرارات، وفرض عقوبات، وممارسة ضغط سياسي، لكنهم لم يُحرزوا شيئاً". واضاف:"الآن لجأوا الى الاغتيال، ما يُظهر يأسهم، وانهم وصلوا الى طريق مسدود". وزاد:"هذه فضيحة كبرى لمجلس الامن، عندما ينفّذ ارهابيون قراراته، واللائحة التي اصدرها المجلس للايرانيين المساهمين في البرنامج النووي تشبه تلك التي في حوزة الارهابيين". ولم يكن شهرياري على لائحة العقوبات، لكن اسم عباسي ورد في قرار مجلس الامن الرقم 1747 الصادر في آذار مارس 2007، بوصفه"عالماً بارزاً في وزارة الدفاع الإيرانية وعالماً في لوجستيات القوات المسلحة". يأتي ذلك بعدما أنحى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد باللائمة في اغتيال شهرياري، على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، لنشرها أسماء مسؤولين ايرانيين يخضعون لعقوبات دولية، لمشاركتهم في البرنامج النووي لطهران. وقال:"نحمّل مسؤولية هذه الجرائم لمن صادقوا على قرارات ضدنا، لأنهم ذكروا اسماء علمائنا فيها". واضاف:"من الواضح ان الاممالمتحدة تعمل يداً بيد مع الصهاينة، وهدف هذه القرارات التي تذكر اسماء علماء، إطلاع القتلة الصهاينة الوحشيين على تلك الاسماء". وزاد:"يشهد علي الله، اذا حدث ذلك مرة ثانية، سأقاضي كل عضو دائم في مجلس الامن. سنثأر للشهداء ونتابع ملفات ما قبل انتصار الثورة الاسلامية، وملفات 160 ألف شهيد في حرب السنوات الثماني مع العراق، و40 ألف شهيد في مختلف مناطق البلاد". الى ذلك، تحدث المندوب الاميركي السابق لدى الاممالمتحدة جون بولتون عن"فشل الديبلوماسية والعقوبات"في شأن ايران، مرجحاً حصولها"قريباً جداً على سلاح نووي". وقال لصحيفة"جيروزاليم بوست":"شن هجوم استباقي ضد البرنامج النووي الإيراني، لن يسبب فوضى في الشرق الأوسط". على صعيد آخر، أعدمت السلطات شنقاً في طهران امس، الايرانية شهلا جاهد، التي دينت عام 2004 بقتل زوجة لاعب كرة القدم الايراني السابق ناصر محمد الخاني، الذي كانت مرتبطة به من خلال عقد"زواج موقت".