شيعت إيران أمس العالم النووي مجيد شهرياري- الذي اغتاله مجهولون الاثنين الماضي في طهران- وسط تهديدات من الرئيس محمود أحمدي نجاد بأنه سيحاكم مجلس الأمن إن سقط قتيل نووي آخر. وأكد نجاد أن أجهزة الأمن الإيرانية ستتعرف على هوية الأشخاص الذين اعتدوا على علماء إيران النوويين وستتم محاكمتهم. وشدد قائلا أمام جمع من الإيرانيين بمحافظة ساري شمال إيران أنه سيتم الثأر لدماء العلماء، مشيرا إلى أن الأعداء يتصورون بأنهم إذا اغتالوا علماء إيران فإن حركة التقدم في البلاد ستتوقف، مؤكدا القول إنهم أخطأوا مرة أخرى أيضا. وأضاف "هذه الجرائم توضع في حساب الذين صوتوا لصالح القرار الأخير للعقوبات ضد إيران (1797) لأنه تضمن أسماء العلماء الإيرانيين في قانون العقوبات. وتابع "من الواضح أن الأممالمتحدة وضعت يدها بيد الصهاينة وأن مثل هذه القرارات وذكر أسماء العلماء الإيرانيين يشكل تمهيدا للطريق أمام الصهاينة القتلة، خاصة أنهم زودوا الإسرائيلين بأسماء علمائنا وهكذا وقعت الجريمة". وأشار إلى الدعوة الموجهة من الغربيين لإجراء مفاوضات مع إيران، وتساءل "هل تريدون التفاوض هكذا؟ إن إجراءكم هذا أثبت أن نيتكم هي العداء". في السياق ذاته اعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن "اغتيال العلماء النوويين يأتي في سياق سياسة الجزرة والعصا التي ينتهجها الاستكبار العالمي". وقال صالحي في كلمة بمراسم تشييع شهرياري، إن "الحاقدين أرادوا وقبل انطلاق المفاوضات النووية المرتقبة الكشف عن نياتهم الخبيثة والمنبوذة وهي سياسة الجزرة والعصا". من جانبه كشف وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي، أن وزارته وضعت يدها على شبكة تجسس دولية ضد علماء إيران النوويين عبر شبكة الإنترنت. وقال إن تلك الشبكة ظهرت في أعقاب الأحداث الأخيرة في طهران عام 2009 في إشارة إلى حوادث الانتخابات التي وصفها ممثل خامنئي، حسين شريعتمداري في صحيفة كيهان بأنها نتاج قتلة علماء الذرة الإيرانيين وتصفيتهم. وقال إن عملية اغتيال علماء الطاقة النووية لا تختلف عن جرائم ما قام به زعماء المعارضة لأن الهدف واضح هو ضرب الثورة لكن هوية الجناة اختلفت.