في ثاني حادث من نوعه هذا العام، اعلنت السلطات الايرانية ان تفجيرين استهدفا أمس عالميْن نوويين بارزين، ينشطان في البرنامج الذري، فقُتل أحدهما وأصيب الآخر، واتهمت اسرائيل والغرب بتنفيذ الاعتداءين، محذِّرة أعداءها من «اللعب بالنار»، كما تعهدت «نصب المشانق ثأراً لدم» العالِم القتيل. تزامن ذلك مع إقرار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ب «مشاكل» واجهت أجهزة طرد مركزي تُستخدم في انتاج اليورانيوم المخصب، بسبب «برامج أُنزلت على تجهيزات الكترونية»، في اشارة محتملة الى فيروس «ستاكسنت» المعلوماتي. لكنه أكد ان «تدخل» الخبراء الايرانيين لم يعدْ يَسمح لمعدّي تلك البرامج ب»القيام بذلك الآن، والطريق سُدّت أمامهم الى الأبد». وأعلن قائد الشرطة في طهران الجنرال حسين ساجدي نيا مقتل العالِم النووي مجيد شهرياري وجرح العالِم الذري فريدون عباسي، في هجومين «نفذهما أشخاص على دراجات نارية ألصقوا عبوتين ناسفتين» على سيارتيهما خلال تحركهما، انفجرتا بعد ثوانٍ، مشيراً الى ان «الجناة تمكنوا من الفرار ونسعى الى القبض عليهم». وجُرحت زوجتا شهرياري وعباسي خلال الهجومين. ونُفذت العمليّتان خلال ساعة واحدة، لكن في موقعين مختلفين يبعد واحدهما عن الآخر نحو 20 كلم، ما يوحي بأنهما أُعدتا بتخطيط ومراقبة مسبقين. وافادت وكالات الانباء الايرانية، أن شهرياري هو أستاذ فيزياء وعضو في دائرة الهندسة النووية في جامعة «شهيد بهشتي»، إحدى اعرق جامعات طهران، وعضو في الجمعية النووية، فيما أورد موقع «رجانيوز» المحافظ، أن شهرياري كان يدير مشروعاً مرتبطاً بتصميم مفاعل نووي. وقال رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي، إن «شهرياري كان أحد طلابي لسنوات، وكان يسهم في شكل جيد في أحد المشاريع الضخمة للمنظمة النووية، والتي تُعتبر مدعاة فخر واعتزاز للشعب الايراني». ونعى صالحي شهرياري، معتبراً انه «استاذ مثالي وباحث فريد في مجال عمله»، مؤكداً في الوقت ذاته ان «اغتيال طاقات علمية مماثلة لن يوقف تقدُّم الشعب الايراني». أما فريدون عباسي، الذي يعمل أيضاً في جامعة «شهيد بهشتي»، فمتخصص في أشعة اللايزر «وقد يكون أحد الخبراء الايرانيين النادرين في مجال فصل النظائر المشعة»، كما افاد موقع «مشرق نيوز» المحافظ، مضيفاً ان عباسي يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء النووية، وكان يجري بحوثاً لحساب وزارة الدفاع الايرانية. وزاد الموقع ان عباسي كان لفترة طويلة عضواً في «الحرس الثوري»، فيما قالت مصادر في طهران ل «الحياة» إنه رأس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين التابعة ل «الحرس»، وأُدرج اسمه العام 2007 في لائحة عقوبات فرضها مجلس الامن على ايران، بوصفه «عالماً بارزاً في وزارة الدفاع». أما نجاد، فاعتبر ان «بصمات اسرائيل والدول الغربية» ظاهرة في التفجيرين، مؤكداً انهما «لن يمنعا الشعب الايراني من مواصلة نهجه»، كما تعهد الردّ عليهما. واتهم وزير الداخلية مصطفى محمد نجار «الاستكبار العالمي» والاستخبارات الاسرائيلية (موساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) بالتورط في الهجومين ل «وقف تقدمنا العلمي»، فيما تعهد قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي «الانتقام من جرائم الأميركيين والصهاينة، وقريباً ستُنصب المشانق ثأراً لدم شهرياري». وهجوما الأمس مشابهان لعملية اغتيال مسعود علي محمدي، وهو أستاذ بارز في الفيزياء كان يدرّس في جامعة طهران ويعمل مع «الحرس الثوري»، وقُتل بتفجير دراجة نارية مفخخة في 12 كانون الثاني (يناير) الماضي. واشارت مصادر غربية آنذاك الى أن محمدي كان يعمل في شكل وثيق مع فريدون عباسي. وفي العام 2007، أفاد تقرير تلفزيوني ان العالِم النووي الإيراني أرديشير حسينبور، توفي مسموماً بالغاز.