في وقت اعتاد الشرق الأوسط سيناريوات توريث الحكم في أشكالها المختلفة، تضجّ أوساط سياسية تركية بحديث عن سيناريو تركي يشاطر تلك العربية هدفها، لكنه يختلف عنها في بعض التفاصيل. ولفت الأنظار ملازمة سمية أردوغان، البنت الصغرى لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والدها في مناسبات وزيارات سياسية كثيرة أخيراً. وإضافة الى كونها عضواًَ في لجنة السياسات الخارجية ل"حزب العدالة والتنمية"الحاكم، والذي يرأسه اردوغان، رافقت سمية والدها في زيارتيه الى باكستان ولبنان، كما لا تتأخر عن حضور اجتماعات نواب الحزب، على رغم أنها ليست نائباً، كما تحضر اجتماعات سياسية داخلية، آخرها لقاء أردوغان مع رؤساء الجامعات، والذي تساءل خلاله بعض المدعوّين عن سبب حضورها وعن صفتها. كما تتولى سمية اردوغان الترجمة لوالدها الى اللغة الانكليزية، في اللقاءات الخاصة والمهمة، وتشرف أحياناً على ترتيب نشاطات خاصة بالدولة، آخرها ترتيب زيارة فرقةU2 الغنائية الشهيرة لإسطنبول، والتي استقبلها أردوغان في مكتبه. ولم يغلق الناطق باسم"حزب العدالة والتنمية"حسين شيليك الباب أمام سيناريو مماثل، بقوله إن"الأمر يعود للسيدة سمية اذا أرادت الترشح للانتخابات الاشتراعية المقبلة صيف العام المقبل"، وهذا ما يرجّحه محللون سياسيون وأوساط في الحزب الحاكم، خصوصاً بعد حديث أردوغان عن ضرورة إفساح المجال للمحجبات لدخول البرلمان، وقوله إن ثمة متسعاً من الوقت لتغيير القوانين كي تسمح بذلك قبل الانتخابات، علما أنه نُقل عن سمية قولها لمقربين منها أن والدها قد لا يرغب في دخول أي من أفراد عائلته المعترك السياسي. وتتزامن هذه الأنباء مع تساؤل أوساط الحزب عمّن سيخلف أردوغان في الحزب بعد تأكيده انسحابه من الحياة السياسية اثر الانتخابات الاشتراعية المقبلة، داعياً زملاءه الى اختيار رئيس جديد، بعد خمس سنوات تقريباً. وكان كثيرون يتنبأون بعودة عبد الله غل الى الحزب بعد انتهاء ولايته الرئاسية في غضون اربع سنوات، أو أن يؤول المنصب الى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. لكن أوساط الحزب تستبعد عودة غل الى صفوفه بعد تجربة العمل في قمة الهرم السياسي في تركيا، كما أن شعبية داود أوغلو لا تؤهله لقيادة الحزب، لأن الجميع اعتاد ظهوره في صورة الاستاذ الجامعي والديبلوماسي المحنك، ولم يره أحد يختلط في الشارع كثيراً. وسيكون التحدي قوياً وصعباً على سمية اذا قررت خوض هذه التجربة في دولة ذكورية بامتياز. لكن يبقى نموذج رئيسة الوزراء السابقة طانسو تشيلر حاضراً في تركيا، وسيُعتبر وصول محجّبة الى رئاسة الوزراء نقلة نوعية جريئة، تُضاف الى سجلّ انجازات الحزب الحاكم. سمية أصغر أبناء اردوغان الأربعة: أحمد ونجم الدين وبلال وإسراء، وأتمّت دراستها الجامعية مثل إخوتها في الولاياتالمتحدة، بمنحة دراسية من أحد رجال الاعمال المقربين من أردوغان، وحصلت على دبلوم في علوم الاقتصاد في لندن أخيراً، كما تهوى الغناء والعزف على الكمان.