خطف مهاجم المنتخب السعودي الشاب مهند عسيري 24 عاماً الأضواء كثيراً في أول ظهور رسمي له مع الصقور الخضر وتألق بشكل لافت في مواجهة الافتتاح في بطولة خليجي 20 أمام منتخب اليمن المستضيف، وصال وجال وسطّع في سماء النزال، ونال إعجاب النقاد والمحللين والمراقبين بأدائه الفني الراقي ولمساته الكروية الرائعة وموهبته الهجومية الفذة، وخطورته التي أقلقت الدفاع اليمني كثيراً، وتعاونه مع زملائه اللاعبين من غير أنانية مفرطة أو تعال على الكرة، والتي ترجمها على أرض الميدان بتجهيزه الهدف الثاني عبر تمريرته الماكرة التي وضعت قائد الأخضر محمد الشلهوب في مواجهة الحارس اليمني، كما أحرز عسيري الهدف الثالث من ركلة جزائية بطريقة رائعة وثقة عالية وهدوءٍٍ تام. وشق المهاجم السعودي الجديد وهداف فريق الوحدة مهند عسيري طريقه إلى عالم الأضواء والنجومية بسرعة الصاروخ، إذ بدأ حياته الرياضية من أرض الجنوب الساحرة وتحديداً من محايل عسير عبر صفوف فريق الشهيد الذي سجل رسمياً في كشوفاته منذ سن باكرة، ولعب في درجة الناشئين ثم الشباب ليُسطر معه أروع عروضه الكروية ويقدم معه أجمل مستوياته الأدائية تحت إشراف المدرب الوطني موسى عسيري مكتشف موهبته الكروية، ليخطف أنظار مدافع الوحدة السابق خالد عبده الذي يعمل موجهاً تربوياً هناك، ويعرضه مباشرة على إدارة النادي التي تجاوبت سريعاً وأرسلت وفداً رسمياً لمشاهدة اللاعب في دورة التعليم، وتم التوقيع معه بعد مشاركته في لقاء كروي لمنتخب عسير التعليمي وذلك قبل ستة أعوام، ليظفر الوحداويون بصفقة كروية رابحة وهداف كبير من طراز فريد، ومن يومها كتب عسيري شهادة ميلاده الفعلية في عالم المستديرة، حتى وصل إلى الفريق الأول في العام الماضي، وأخذ فرصته كاملة مع المدرب البرتغالي غوميز الذي فجر موهبته التهديفية وجعلّه المهاجم الأول في فرسان مكة. ودخل الهداف البارع والمهاجم اللامع مهند عسيري قلوب الوحداويين كافة وبات النجم الأول الذي لا يُشق له غبار في الفريق، إذ يأتي امتداداً لجيل الهدافين الأفذاذ الذين مروا على الفريق عبيد الدوسري والشمراني والمحياني، وباتت تتغنى به الجماهير كثيراً في المدرجات، وتتفاعل مع أهدافه الجميلة، ولمساته الفنية المثيرة، ولسعاته الرأسية المدمرة، ويزداد اللاعب توهجاً وتميزاً وتألقاً يوماً بعد يوم في دوري زين السعودي الذي أصبح من أبرز وأميز منافسيه على لقب هداف الدوري. ويملك عسيري مواصفات الهداف الكبير، ويُجيد موهبة الارتقاء إلى أعلى وإحراز الأهداف الرأسية على الطريقة الماجدية، ويمتاز بتمركزه الرائع في منطقة المنافسين المحظورة، ويُسدد بشكل محكم في مرمى الحراس ويهز الشباك ويُرعب المدافعين والمدربين، وتلّقبه الجماهير الوحداوية ببعض الألقاب الرنانة ومنها النسر الجارح والمدمرة 14 والجوهرة الحمراء والسيف الوحداوي والبلدوزر. ويؤكد مهند عسيري أن حظوظ الأخضر كبيرة في المنافسة على لقب خليجي 20 في اليمن ويقول:"فوزنا على اليمن هو بداية الانطلاقة الحقيقية في الدورة، ونحن عقدنا العزم على أن نقدم الأداء الذي يليق بالكرة السعودية، وأن نبذل قصارى جهدنا من أجل أن نرسم البسمة على محيا الشعب السعودي، وأن تكون لنا كلمة قوية نؤكد من خلالها أن الكرة السعودية معينٌ لا ينضب من المواهب الكروية القادرة على تشريف الوطن في المحافل الخارجية، ولذا سنعمل جاهدين على أن نواصل الانتصارات في مواجهتي الكويت وقطر، والمنافسة الكبيرة على تحقيق اللقب الغالي في الأيام المقبلة".