ينتظر أن يخرق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الصمت الذي فرضته عطلة الأعياد على كبار المسؤولين وحال الجمود على الوضع السياسي، عبر المواقف التي سيعلنها في كلمته التي تذاع مساء اليوم عشية الذكرى 67 للاستقلال اللبناني، فيحدد فيها ثوابت مواقفه من الأوضاع الداخلية والتطورات الخارجية. وقالت مصادر مطلعة إن سليمان الذي عكف بعد ظهر أمس على كتابة كلمته، سيكرر السياق نفسه لمواقفه المعروفة بوجوب إعطاء الأولوية للحوار في معالجة المشاكل اللبنانية وضرورة تحمل جميع الأطراف المسؤولية في معالجة الأزمات مع رئيس الجمهورية. وأوضحت أن الكلمة ستدعو الى الخروج من الجمود على صعيد العمل الحكومي لمعالجة الهموم الحياتية والقضايا المتصلة بخدمات الدولة والبنى التحتية. وفي وقت ينتظر أن يتطرق سليمان الى الجهود العربية لمساعدة لبنان على حفظ استقراره، يترقب الوسط السياسي الموقف الذي سيتخذه الرئيس سليمان من الإعلان الإسرائيلي عن قرار مبدئي بسحب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي من قرية الغجر الحدودية، لتسليمها الى قوات الأممالمتحدة، خصوصاً أن لبنان لم يتبلّغ بعد بهذا القرار في شكل رسمي. راجع ص 6 و7 في هذا الوقت شددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس على التزام بلادها استقلال لبنان وسيادته ووحدته، وأعربت عن الاعتقاد بضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار والديموقراطية فيه من أجل أمن شعبه والمنطقة في شكل عام يو بي أي. وقالت كلينتون في بيان هنأت فيه الشعب اللبناني بعيد الاستقلال باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما والشعب الأميركي:"نؤكد مجدداً التزام الولاياتالمتحدةلبنان مستقلاً وسيداً وموحداً يتمتع بمؤسسات دولة قوية وفاعلة". وأضافت أن الولاياتالمتحدة تعتقد بشدة بأن الحفاظ على"لبنان سلمي ومزدهر وديموقراطي ومستقر ضروري لأمن الشعب اللبناني وللمنطقة على نطاق أوسع". وأشارت الى أن الشعب اللبناني"احترم المثل العليا للحرية وتقرير المصير على مدى عقود من النزاع والضغوط الخارجية". وقالت إن"لدى الولاياتالمتحدةولبنان تاريخاً طويلاً من الصداقة والتعاون في وجه مثل هذه التحديات"، وعبرت عن سرورها باختبار هذه الصداقة"شخصياً العام الفائت خلال زيارتها للبنان من أجل التعبير عن دعم واشنطن الثابت للبنان وشعبه". وأشارت كلينتون الى أن بلادها ستواصل العمل على"تعزيز التعاون مع بيروت وبناء مستقبل من الحرية والأمن والازدهار لكل الناس". وعلى صعيد الموقف الداخلي أفادت مصادر مقربة من الرئيس سليمان أن عطلة الأعياد التي تمتد الى يوم غد الاثنين، عيد الاستقلال الذي سيشهد حضور أركان الدولة عرضاً عسكرياً، ثم انشغال كبار المسؤولين بعدد من المواعيد، منها زيارة رئيس الجمهورية الى قطر الثلثاء، ثم استقبال لبنان لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء في زيارة تمتد حتى الخميس، ستحول على الأرجح دون عقد جلسة لمجلس الوزراء، أو لهيئة الحوار الوطني خلال الأسبوع الطالع. وإذ يقيم رئيس الحكومة سعد الحريري مأدبة عشاء على شرف الضيف التركي مساء الأربعاء. فمن المنتظر أن تتكثف الاتصالات خلال الأيام المقبلة بين كبار المسؤولين وسائر الفرقاء على قاعدة التهدئة السياسية ومعالجة قضية شهود الزور على هذا الأساس. وفي موازاة ذلك أعلن المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله"حسين الخليل بعد لقائه أمس زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون"أننا ما زلنا نراهن على الجهد العربي والإقليمي، لا سيما الجهد السعودي - السوري لإنقاذ لبنان من المحنة". وأمل الخليل في أن يسبق الجهد العربي كل الجهود المعادية الأخرى، لأنه من الممكن أن يأخذوا لبنان الى المجهول، وهذا ما لا نريده". وإذ دعا الخليل الى قراءة متأنية للإعلان الإسرائيلي عن نية الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر شدد على أن المقاومة وسلاحها لا يزالان حاجة وطنية كبرى لتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانيةالمحتلة. ونقل وفد من"حزب الطاشناق"عن عون قوله إن هناك"مبادرات والجهود ستستمر لنصل الى حلول بعد فترة عيد الاستقلال". وقال النائب عن الطاشناق هاغوب بقرادونيان إن هناك"مبادرات عربية بغطاء أجنبي أو بالتنسيق مع أطراف أجنبية والمهم أن تصل الأطراف العربية والأجنبية الى تقاطع كي نصل الى حلول في لبنان". +