توقع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز التوصل، خلال يوم او يومين، الى تفاهم مع الأميركيين في شأن صوغ"وثيقة رسمية"لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية تقضي بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لفترة 90 يوماً على ان تحصل اسرائيل على"رزمة حوافز وامتيازات"استراتيجية أميركية من بينها هدية 20 طائرة عسكرية مقاتلة وقاذفة اضافية من طراز"اف-35"، الأحدث في العالم بقيمة ثلاثة بلايين دولار، لكن الإذاعة الإسرائيلية العامة ذكرت أن"الاتصالات"بلغت طريقاً مسدوداً. راجع ص 4 وفي الوقت الذي لم يصدر اي تعليق عن السلطة، وما اذا كانت على علم بما يجرى في المحادثات الأميركية - الإسرائيلية او ما اذا كانت ستقدم اقتراحات في هذا الشأن، ذكرت الصحافة الإسرائيلية ان العقبة الرئيسية امام اقرار الوثيقة هو تعهد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تجميد الاستيطان في القدسالمحتلة، الأمر الذي تعارضه الأحزاب الدينية المتشددة، خصوصاً"شاس"الممثل بوزيرين في الحكومة الأمنية المصغرة حيث يتم التصويت على الصفقة. وذكرت وكالة"اسوشيتدبرس"ان اسرائيل متمسكة باستثناء القدسالشرقية من تجميد الاستيطان خلال المفاوضات. وحتى يوم امس لم تكن الحكومة الإسرائيلية تسلمت من واشنطن بعد النسخة الأخيرة لوثيقة التفاهم بين الجانبين، تمهيداً لإبلاغ الفلسطينيين بها. وتضاربت التقارير الإسرائيلية حول المرحلة التي بلغتها الاتصالات مع الولاياتالمتحدة في شأن"وثيقة رسمية"تتناول التفاهمات التي تمت بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في نيويورك الأسبوع الماضي. وذكرت"يديعوت احرونوت"إن ثمة تفاصيل صغيرة تعترض التفاهم مع الولاياتالمتحدة"والانطباع هو أن تفاصيل الاتفاق ناجزة وأن الوثيقة الخطية ستُوضح أن الولاياتالمتحدة ستمنح إسرائيل 20 طائرة عسكرية متطورة من طراز أف-35 اضافية في العام 2015 بعد موافقة الكونغرس". لكن الصحيفة لاحظت عدم تحديد موعد لانعقاد الحكومة الأمنية للتصويت على الصفقة، مشيرةً إلى أن نتانياهو يستعجل الحصول على مسودة الاتفاق،"لأن كل يوم يمر يزيد من ضغوط اليمين في حزبه وحكومته ضد التوقيع على الصفقة". وواصل نتانياهو محاولاته لإقناع نائبه زعيم حركة"شاس"الدينية ايلي يشاي بعدم معارضة"الصفقة"، خصوصاً ان الأخير يصر على تلقي ضمانات واضحة بأن"البناء في مستوطنات القدس سيستمر في موازاة تجميده في مستوطنات الضفة الغربية"ما سيتيح له إقناع الزعيم الروحي للحركة الحاخام عوفاديا يوسف بعدم معارضة وزراء الحركة الصفقة والامتناع عن التصويت ويوفر لنتانياهو غالبية في حكومته الأمنية المصغرة من سبعة وزراء، في مقابل ستة معارضين وامتناع وزيري"شاس"عن التصويت. وكان نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك التقيا يشاي مراراً في اليومين الأخيرين لإقناعه بعدم معارضة تجميد البناء، إلا أن الأخير طلب ان يعرف الموقف الأميركي تحديداً من القدسالشرقية والتأكد من أن الأميركيين لن يفاجَأوا عند البناء في المدينة خلال التجميد ولن ينددوا بأي قرار في هذا الشأن. ووفقاً لأحد التقارير الصحافية فإن نتانياهو مستعد للالتزام خطياً لوزراء"شاس"بأنه مع تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية سينشر عطاءات لبناء مئات الشقق السكنية الجديدة في أنحاء القدس. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن مسؤول اميركي قوله ان الرئيس باراك اوباما نقل في نيسان ابريل الماضي رسالة شفوية إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن أكد فيها أن الولاياتالمتحدة تتوقع من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الامتناع عن أي خطوات استفزازية خلال المفاوضات تمس بالثقة بما في ذلك في القدسالشرقية وأن"الولاياتالمتحدة سترد بخطوات حازمة وتحركات وتغير سياساتها لمواجهة أي استفزاز يعرقل سير المفاوضات". لكن مكتب نتانياهو رد على ما نُسب الى المسؤول الأميركي بالقول إنه"لا التزام أميركياً في مسألة السماح بالبناء في القدس، وإن أوضحت إسرائيل انه لن يكون تجميد في القدس، لكن هذا موقف إسرائيلي أحادي الجانب ومسألة القدس لم تُبحث في نيويورك". وشدد على أن"القدس خارج البحث والبناء سيتواصل باستمرار كما كان".