أفادت تقارير صحافية إسرائيلية بأن الاتصالات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حول صوغ "وثيقة رسمية" بالتفاهمات التي تمت بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي، القاضية بتجميد الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية ل 90 يوماً، في مقابل تلقي إسرائيل "رزمة حوافز وامتيازات" استراتيجية أميركية سجلت تقدماً كبيراً في الساعات الأخيرة قد تتيح انعقاد الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل، اليوم أو غداً لإقرار الوثيقة بغالبية متوقعة من 7 وزراء وعارضة ستة وامتناع وزيريْ حركة "شاس" الدينية المتزمتة. وفي موازاة الاتصالات مع واشنطن واصل نتانياهو اتصالاته مع زعيم حركة "شاس" الوزير ايلي يشاي لإقناعه بتأييد الصفية مع الولاياتالمتحدة أو الامتناع على الأقل إلا أن الأخير يشترط ذلك بموافقة الزعيم الروحي للحركة عوفاديا يوسيف وبالتزام أميركي واضح بأن تجميد البناء لا يشمل مستوطنات القدسالمحتلة، أو أن لا تندد واشنطن بأي قرار إسرائيلي للبناء في القدس. ووفقاً لأحد التقارير الصحافية فإن نتانياهو مستعد للالتزام خطياً لوزراء "شاس" بأنه مع تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية سينشر عطاءات لبناء مئات الشقق السكنية الجديدة في أنحاء القدس. ويطالب يشاي أيضاً بتلقي التزام خطي من وزير الدفاع ايهود باراك بأنه مع انتهاء فترة التجميد سيتيح بناء آلاف المساكن الجديدة في مستوطنات "بيتار عليت" و"معاليه أدوميم" وغيرهما من المستوطنات التي يقطنها يهود متزمتون (حرديم) وتعتبر معاقل انتخابية لحركة شاس. من جهتها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لن يوقع على "وثيقة التفاهمات" تاركاً الأمر لوزيرة خارجيته. وأضافت أنه خلافاً للتسريبات من مكتب نتانياهو بشأن رفضه حصر المرحلة الأولى من المفاوضات في مسألة الحدود، فإن واشنطن تصر على ذلك وتريد حسم هذه المسألة خلال فترة تجميد البناء (90 يوماً). وكان مكتب نتانياهو اصدر مساء أمس بياناً جديداً قال فيه إنه في حال تم صوغ التفاهمات مع كلينتون في وثيقة رسمية "فإن هذا الاتفاق سيكون ممتازاً لإسرائيل وسيعمل نتانياهو وبإصرار على أن تقره حكومته الأمنية المصغرة". وأضاف أن القدس خارج النقاش "والموقف الإسرائيلي الواضح منذ سنوات يقضي بأن البناء في القدس سيتواصل باستمرار". وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" القريبة من نتانياهو أن الأميركيين لم يعطوا موافقتهم بعد على أن تشمل الوثيقة التزاماً بعدم مطالبة إسرائيل بتجميد آخر للاستيطان بعد انتهاء الأشهر الثلاثة، أو أن تتضمن الوثيقة موافقة أميركية على البناء في مستوطنات القدسالمحتلة، فضلاً عن إصرارهم على أن تكون مسألة الحدود المسألة الأولى التي تتناولها المفاوضات مع استئنافها.