تراجعت فرص توصل إسرائيل والولاياتالمتحدة إلى اتفاق رسمي حول "رزمة الحوافز" التي قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إنه توصل إليها مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل اسبوع في نيويورك في مقابل موافقة إسرائيل على تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية ل 90 يوماً بعد أن تبين أن ادعاء نتانياهو أن إسرائيل ستحصل، مجاناً، على 20 طائرة حربية جديدة من طراز إف. 35 ليس صحيحاً إذ أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم منح الدولة العبرية هذه الطائرات بتكلفة 3 بليون دولار من دون مقابل. كذلك دلت الاتصالات المكثفة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة إلى أن الأخيرة لن تلتزم بأن لا تطالب إسرائيل بتجميد آخر للبناء في المستوطنات في حال أصر نتانياهو على رفضه أن تكون مسألة ترسيم الحدود هي الأولى التي يتم التفاوض حولها مع الفلسطينيين. وترى الولاياتالمتحدة أن بحث هذه المسألة والتوصل إلى اتفاق حولها خلال الأشهر الثلاثة من تجميد البناء سيحلّ تلقائياً مسألة البناء في المستوطنات إذ ستتضح هوية المستوطنات التي ستبقى تحت سيادة إسرائيل وتلك التي يتوجب إخلاؤها. من جهته يريد نتانياهو الخوض في مختلف القضايا الجوهرية للصراع وعدم حصر المفاوضات في الحدود فقط لإدراكه أن هذه القضية ستلزم غسرائيل الإعلان عن حدودها، وهذا آخر ما تريده. كما بلغ إسرائيل أن الولاياتالمتحدة لن تصرح، خطياً، كما تطالب إسرائيل، بأن تجميد البناء لا يشمل مستوطنات القدسالشرقيةالمحتلة. ونفت مصادر أميركية ادعاء نتانياهو بأن هذه المسألة لم يتم تناولها في المفاوضات مع واشنطن وأن القدس خارج النقاش حول مسألة البناء في المستوطنات. في غضون ذلك أوضح زعيم حركة "شاس" اليمينية الدينية المتطرفة ايلي يشاي أنه وزميله من الحزب أريئل أتياس عضوي الحكومة الأمنية المصغرة سيعارضان "الصفقة" الأميركية في حال لم يحصل نتانياهو على تعهد أميركي بمواصلة البناء في القدس. وقال لصحيفة "هآرتس" إن حزبه يطالب نتانياهو بالتزام واضح بأنه في موازاة تجميد البناء ل 90 يوماً سيتم نشر عطاءات جديدة لبناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنات القدس بالإضافة إلى التزام من وزير الدفاع ايهود باراك بأنه مع انتهاء فترة التجميد سيسمح ببناء آلاف المساكن الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية. ويحتاج نتانياهو إلى وزيريْ "شاس" في حال عرض "الرزمة" للتصويت في حكومته المصغرة، إذ أن سبعة وزراء يؤيدونها في مقابل معارضة ستة آخرين، ما يعني أن وزيري "شاس" يشكلان "بيضة القبان" وفي حال قررا المعارضة فإن الرزمة لن تحظى بالغالبية.