أعلنت الولاياتالمتحدة أمس ان محادثات المناخ التي تجرى تحت إشراف الأممالمتحدة تحرز تقدماً أقل مما هو مأمول بسبب خلاف على سقوف انبعاثات الغازات في الدول الأفقر. ويجتمع مفاوضون من 177 دولة هذا الأسبوع في مدينة تيانجين الشمالية الصينية للتوافق على شكل الاتفاق الذي سيلي المرحلة الحالية من"بروتوكول كيوتو"المقرر ان ينتهي العمل به نهاية السنة. و"بروتوكول كيوتو"اتفاق مهم أبرمته الأممالمتحدة لمكافحة ارتفاع درجات حرارة الأرض. وقال جوناثان بيرشينغ، نائب المبعوث الأميركي الخاص للتغيرات المناخية وكبير المفاوضين الأميركيين في تيانجين، ان"مستوى الاتفاق أقل مما كنا نأمل خلال المرحلة الحالية". وأضاف أمام صحافيين:"يتطلب الأمر كثيراً من العمل للوصول إلى نتيجة ذات مغزى بحلول نهاية الأسبوع تقودنا إلى نتيجة مهمة في كانكون"، مشيراً إلى جولة المحادثات الرئيسة التي تجرى في المكسيك نهاية السنة. وفشلت مفاوضات المناخ العام الماضي في التوصل الى اتفاق ملزم وبلغت ذروتها في اجتماع اتسم بالمرارة في كوبنهاغن أفرز اتفاقاً غير ملزم سجل في وقت لاحق تعهدات الدول المشاركة حول خفض الانبعاثات. وساندت أكثر من 110 دول اتفاقاً يضع حداً لارتفاع درجات حرارة الأرض عند أقل من درجتين مئويتين، لكن الأممالمتحدة تقول ان التعهدات غير كافية لتحقيق هذا الهدف. وتدعو الدول النامية الدول الغنية إلى بذل جهد أكبر لأنها صاحبة الجزء الأكبر من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري منذ بدء الثورة الصناعية. وخشية الوصول إلى طريق مسدود، تضغط الأممالمتحدةوالمكسيك للتوصل الى اتفاق حول القضايا الأقل إثارة للخلاف، مثل نظام حماية الغابات الاستوائية والمدارية التي تمتص الكربون واتفاق لتبادل المعلومات حول تكنولوجيا الطاقة النظيفة مع الدول الأفقر ومساعدتها على التكيف مع تبعات التغيرات المناخية. غير ان بيرشينغ كرر الموقف الأميركي الراغب في الاتفاق على حزمة كاملة. وقال:"ينبغي ان تقلقنا عواقب عدم التوصل الى اتفاق في كانكون... لا يعني هذا ان أموراً لن تحدث، لكن قد يعني ان هذه العملية قد لا تكون السبيل الوحيد للمضي قدماً". وفي تسليط للضوء على الثقة المفقودة بين الدول الغنية والدول الأفقر، أشار إلى ضرورة التزام الدول النامية الكبرى، مثل الصينوالهند والبرازيل، بتعهدات ملزمة قانوناً بخفض الانبعاثات في إطار معاهدة جديدة. ويلزم"بروتوكول كيوتو"40 دولة صناعية فقط بتنفيذ أهداف ملزمة في اتفاق المرحلة الأولى الساري حتى عام 2012. وتحتل الصين المركز الثاني بعد الولاياتالمتحدة من حيث انبعاثات الغاز، وتأتي الهند في المركز الثالث، وتعهدت الصينوالهند بخطوات لخفض الانبعاثات في ظل اتفاق كوبنهاغن، وطالبتا بتمديد العمل ب"بروتوكول كيوتو"لفترة ثانية لضمان عدم تهرب الدول الغنية من التحرك لمنع تغيرات المناخ. وحض بيرشينغ على وضع آلية للتحقق دولياً من تنفيذ الدول الفقيرة تعهداتها في ظل الاتفاق، وهو ما اتُفق عليه في الساعات الأخيرة من محادثات المناخ في الدنمارك العام الماضي.