كانكون (المكسيك) - رويترز - أعلنت واشنطن تحقيق تقدم على طريق إنهاء الخلافات مع بكين حول سياسات المناخ، في وقت تتواصل مفاوضات الأممالمتحدة في كانكون (المكسيك) في شأن مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وكانت الولاياتالمتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مسببين للانبعاثات التي تؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري، تبادلتا الاتهامات بعدم التحرّك لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض العام الحالي، ما ساهم في المأزق الذي تشهده مفاوضات الأممالمتحدة في منتجع كانكون، التي تستمر أسبوعين وتشارك فيها 200 دولة. وتطالب واشنطن بفرض قيود أكبر على الانبعاثات في الصين، في تكرار لضغوط مماثلة على التجارة الحرة وحقوق الإنسان. كما يعتبر المناخ من بين قضايا عدة تختلف عليها الدولتان العملاقتان، مثل التجارة وسعر صرف اليوان الصيني. وهيمنت على المحادثات التمهيدية للأمم المتحدة التي عقدت في الصين في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي نزاعات بينهما. وقال رئيس الوفد الأميركي في كانكون جوناثان بيرشينغ في مؤتمر صحافي ضمّ الولاياتالمتحدة والصين: «أعتقد أن النجاح هنا لن يحدث إلا إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق». وأضاف: «بذلنا الكثير من الجهد الشهر الماضي، للعمل من أجل حل القضايا الخلافية. وأشعر أننا أحرزنا تقدماً، ويبقى أن نرى ما سينتج من هذا الاجتماع». وكرر تأكيد التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2020، مقارنة بمستويات عام 2005، على رغم المكاسب التي حققها الجمهوريون المعارضون في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي. وكان رئيس الوفد الصيني سو وي، أكثر تحفظاً من نظيره الأميركي في شأن إحراز تقدم. وقال: «أجرينا حواراً صريحاً جداً ومنفتحاً جداً مع أصدقائنا الأميركيين، واعتقد أن الولاياتالمتحدة والصين تودان كثيراً مشاهدة نتائج جيدة في كانكون». وتجري مفاوضات كانكون، التي ترعاها الأممالمتحدة، في مجمّع فندقي مطل على البحر الكاريبي، خاضع لإجراءات أمن مشدّدة. ويسعى إلى إحياء مفاوضات المناخ، بعد أن فشلت قمة للأمم المتحدة في كوبنهاغن في التوصل الى اتفاق مُلزم، على أمل التوصل إلى اتفاق حول مجموعة من القضايا المثيرة للجدل التي تسبب انقساماً بين الاقتصادات الغنية والناشئة. ويهدف إلى الاتفاق على المبالغ والطرق اللازمة للحفاظ على الغابات المَطيرة، والاستعداد لارتفاع درجات الحرارة عالمياً، كما سيشهد سعياً لإضفاء صفة رسمية على أهداف موجودة، للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتريد الأممالمتحدة من محادثات كانكون التوصل الى اتفاق حول «صندوق أخضر» جديد، يساعد الدول النامية والفقراء على التكيّف مع ارتفاع درجات حرارة الأرض، كما ستسعى إلى إضفاء صبغة رسمية على أهداف قائمة بالفعل، للحد من انبعاثات غازات الدفيئة. والهدف الرئيس من المفاوضات هو التوصّل إلى اتفاق أكثر صرامة لمحاربة التغير المناخي، ليحل محل «بروتوكول كيوتو» الذي ينتهي عام 2012.