بكين- أ ف ب، يو بي آي - اجتمع المفاوضون الدوليون في تيانجين الصينية (شمال الصين) الأسبوع الجاري، في محاولة لوضع أرضية عمل مشتركة لاتفاق عالمي جديد حول المناخ العام المقبل، لكن المفاوضات تعثّرت بعد أن اختلفت الصين مع دول متطورة أخرى حول توزيع المسؤولية عن عمليات خفض انبعاثات الغازات. وأعلنت المسؤولة عن ملف المناخ في الأممالمتحدة كريستيانا فيغيريس أن «مفاوضات هذا الأسبوع جعلتنا أقرب من مجموعة قرارات يمكن أن تُفضي إلى اتفاق في كانكون». وأضافت خلال مؤتمر صحافي ختامي: «ستدرس الحكومات هذا الأسبوع معاً ما يمكن القيام به في كانكون». والاجتماع الذي شاركت فيه 170 دولة كان الأخير قبل اجتماع كانكون في المكسيك بين 29 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل إلى 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، الذي يعقد بعد عام على فشل «قمة كوبنهاغن». وكانت «قمة كوبنهاغن» تنوي التوصل إلى اتفاق شامل وفاعل لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، ولم تفض سوى إلى نص يحدّ ارتفاع درجات حرارة الأرض درجتين، لكن من دون وضع جدول زمني أو تحديد سبل تحقيق ذلك. وأعربت الولاياتالمتحدة أمس عن «خيبتها» بعد أسبوع من المفاوضات حول المناخ في تيانجين، معتبرة أنها «أحرزت تقدماً محدوداً» حول المسائل الرئيسة، وأعربت عن «قلقها» على نتائج اجتماع كانكون. وقال المفاوض الأميركي الرئيس جوناثان بيرشينغ: «هدفنا وهدف معظم الدول هو العمل للتوصل إلى حزمة قرارات متوازنة، تغطي معظم القضايا للتوصل الى اتفاق في كانكون». وأضاف: «لم نحرز سوى تقدم محدود حول مسألة مراقبة نشاطات كل دولة، للحد أو خفض انبعاثات غازات الدفيئة». ورأى كبير مفاوضي الصين لشؤون التغير المناخي سو وي أن بعض الدول المتطوّرة تحاول إعادة صياغة «بروتوكول كيوتو»، لتخفيف التزاماتها بتقليص انبعاثات الغاز. وأضاف إن الهدف الخفي لقيام هذه الدول بذلك هو تفادي وضع نسبة لاقتطاع الانبعاثات بعد عام 2012، وهي مسألة مدار المفاوضات المستمرة. وتابع إن بعض الدول الثرية تريد تغييراً محسوساً في «بروتوكول كيوتو». وأكد أن «هذا تراجع عن الاجتماع الماضي، ولا بد من الإدانة بأي تحركات ترمي إلى الإطاحة ب «كيوتو». ورداً على اتهامات بعض الدول الثرية للصين ب «الفشل في الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها العام الماضي في «قمة كوبنهاغن» في ما يتعلق بتقليص الانبعاثات، قال سو إن دعم الصين لاتفاق كوبنهاغن «راسخ» و «مخلص». وأضاف إن «اتفاق كوبنهاغن يعيد تأكيد مبادئ بروتوكول كيوتو وخريطة طريق بالي وغيرها». وخلص إلى القول إن بعض الدول الغنية تحاول خلق انطباع بأن الدول الصاعدة تعيق المفاوضات التي تجري حالياً في شأن التغير المناخي. إلى ذلك، اتهم تود ستيرن المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية المعني بتغيّر المناخ الصين بمحاولة تقويض الالتزامات التي تعهدت بها لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتابع إن الصين، التي احتلت مكان الولاياتالمتحدة كأكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري، «يجب أن تحترم التعهدات التي قطعتها على نفسها في اتفاق كوبنهاغن العام الماضي، كما يجب أن تُعامل بكين مثل الدول الملوثة الكبرى الأخرى». وقال ستيرن، في كلمة أعدت لإلقائها في «جامعة ميشيغان» الأميركية إن المفاوضين الصينيين يتصرّفون كما لو أن الاتفاق لم يوقع، ويصرّون على التعهدات الملزمة قانوناً للدول المتطورة والأفعال التطوعية فقط، حتى بالنسبة للأسواق الناشئة. وحددت الصين هدفاً لخفض انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 40 و45 في المئة، مقارنة بمستويات عام 2005. وتأتي تصريحات ستيرن قبل أقل من شهرين من الاجتماع الرفيع المستوى في شأن تغير المناخ في كانكون (المكسيك).