سرت، بنغازي - ا ف ب، رويترز - حقق مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس انتصاراً رمزياً كبيراً بسيطرتهم على قرية قصر أبو هادي، مسقط رأس الديكتاتور الفار معمر القذافي، ما مكنهم من كسر الجمود المسيطر على جبهة سرت منذ أسابيع، فيما أعلن رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل تعديلاً محدوداً في الحكومة الموقتة أبقى على محمود جبريل رئيساً لها. وتمكنت قوات المجلس تحت نيران المدفعية والصواريخ، من التوغل بضعة كيلومترات في المدينة واستولت على قرية قصر أبو هادي الجنوبية التي كان قادة عسكريون رجحوا أن يكون الساعدي القذافي مختبئاً فيها. وسيطرت قوات المجلس على المنطقة، رغم وجود جيوب معزولة ما زال المقاتلون الموالون للقذافي يتحصنون بها. ونقل مقاتلو الحكومة على شاحناتهم الصغيرة اشياء استولوا عليها من منازل في المنطقة منها سجاد ومقاعد، فيما خرجت مجموعة منهم من المدينة وهي تحمل قذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف وصناديق ذخيرة وأحذية عسكرية جديدة، قالوا إنهم عثروا عليها في منازل المؤيدين للقذافي. وفي سرت نفسها، استؤنفت المعارك أيضاً، ما أرغم قافلة تابعة للصليب الأحمر كانت تحاول تموين السكان العالقين، على العودة أدراجها. وتوجهت شاحنتان كبيرتان إلى المدينة وهما تنقلان معدات طبية ومواد غذائية لكنهما اضطرتا إلى العودة ادراجهما بسبب حدة المعارك بالصواريخ والأسلحة الرشاشة. إلى ذلك، أعلن رئيس المجلس الانتقالي أمس تشكيل مكتب تنفيذي موقت جديد، على أن تشكل حكومة انتقالية بعد الاعلان عن التحرير الكامل للبلاد. وقال عبدالجليل في مؤتمر صحافي: «ندعو الشعب الليبي إلى الصبر لأن ساعة التحرير تقترب»، موضحاً أن المجلس ورئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل «توصلا في اليومين الماضيين إلى ضرورة إصلاح المكتب التنفيذي». واشار إلى أن جبريل سيبقى رئيساً للمكتب التنفيذي كما تبقى حقيبة الخارجية معه. وقال جبريل: «قدمت استقالتي (اول من) أمس إلى المجلس، فاعتبروا ان الوقت غير مناسب لهذه الاستقالة التي يمكن أن تؤثر على الوحدة الوطنية... أخذت هذا الأمر بعين الاعتبار وعلى هذا الأساس سحبت استقالتي، إلا أنها ستصبح نافذة لدى تحرير البلاد». وأوضح عبدالجليل أن وزراء النفط والمال والاعلام والدفاع والداخلية سيبقون في مناصبهم داخل المكتب التنفيذي الموقت الذي لم يتغير كثيرا، إلا أن منصب نائب رئيس المجلس الذي كان يتسلمه علي العيسوي ألغي، كما لم يسلم هذا الأخير أي مسؤولية جديدة. وعُيّن وزير جديد للأوقاف هو حمزة أبو فارس، واستحدثت وزارة لأسر اللشهداء والمتضررين من الحرب.