أبدت فلول قوات العقيد معمر القذافي مقاومة شرسة أمس في آخر حيين بقيا تحت سيطرتها في مدينة سرت، في وقت وقع المجلس الوطني الانتقالي في لغط جديد بسبب إعلان قياديين فيه اعتقال المعتصم القذافي، خلال محاولته الفرار من سرت، وهو ما نفاه رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل أمس. وعمّت الاحتفالات مدناً ليبية ليل الأربعاء - الخميس بُعيد الإعلان عن اعتقال المعتصم ونقله للتحقيق في مدينة بنغازي. وقالت مصادر طبية إن ستة أشخاص قُتلوا و25 أصيبوا برصاص طائش خلال الاحتفالات التي عمّت بنغازي. وكان عدد من المسؤولين في المجلس الانتقالي أكدوا اعتقال المعتصم، قبل أن يُصدر عبدالجليل نفياً رسمياً أمس. وسبق للثوار أن أعلنوا اعتقال الناطق باسم حكومة القذافي موسى إبراهيم خلال فراره من سرت أخيراً، وهو أمر عادوا ونفوه. كما كانوا قد أعلنوا في آب (أغسطس) الماضي أنهم اعتقلوا سيف الإسلام القذافي في طرابلس، وهو ما تبيّن عدم صحته. وعلى رغم الغموض الذي أحاط بمصير المعتصم، فإن فلول قوات النظام السابق أبدت مقاومة شديدة أمس في حي الدولار والحي الرقم 2 في سرت، ما اضطر الثوار إلى التراجع مسافة كيلومترين تقريباً. وأفيد أن هذا التراجع «تكتيكي» للسماح للمدفعية بقصف المنطقتين قبل تقدم المشاة. في غضون ذلك (رويترز)، انضم الشيخ علي الصلابي إلى جماعة مرتبطة بالمجلس الانتقالي، في ما قد يكون مؤشراً على النفوذ المتنامي للشخصيات الدينية في الحكم الجديد. وقال الصلابي ل «رويترز» إنه انضم إلى مجموعة العمل الوطني، وإنه يعتقد بضرورة مشاركة كل القوى السياسية في بناء الدولة. ومجموعة العمل الوطني فرع من المجلس الانتقالي مكلف التقريب بين الجماعات السياسية. وطالب الصلابي الشهر الماضي باستقالة رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل، وهو قال ل «رويترز» إن رأيه في الحكومة الانتقالية لم يتغير. وأوضح أنه لا يزال يعتقد بأن جبريل وبعض الوزراء في الحكومة الموقتة غير أكفاء للمناصب التي يشغلونها وإن الكفاءة الوطنية هي أهم شيء في هذه الفترة. وفي نيويورك، دعا عدد من أعضاء مجلس الأمن إلى التمهل في تحرير الودائع الليبية المجمدة في الخارج إلى حين تشكيل سلطات يمكنها إدارة الودائع «ولتجنب وقوعها في أيد خاطئة».