دخل مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الاثنين قرية قصر ابو هادي مسقط راس معمر القذافي قرب سرت، ما اعتبر انتصارا له دلالاته في المعركة للقضاء على ما تبقى من قوات الزعيم الليبي السابق. سياسيا اعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي انه في ختام يومين من المفاوضات اتفق المجلس الوطني مع رئيس المكتب التنفيذي الموقت محمود جبريل على ادخال تعديلات على هذا المكتب. وعاد جبريل عن استقالته من رئاسة المكتب على ان يبقى مع الوزراء في مناصبهم حتى التحرير الذي اوضح انه سيعلن مع سقوط مدينة سرت بايدي قوات المجلس الوطني.. وبقى المكتب التنفيذي تقريبا كما هو وادخلت تعديلات بسيطة عليه. من جهة ثانية اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين انه من مسؤولية السلطات الليبية الجديدة وضع كميات الاسلحة التي كان يملكها النظام السابق "في اماكن آمنة" و"مراقبتها" و"تدميرها" اذا دعت الحاجة. وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف الاطلسي قبل موعد اجتماع وزراء دفاع الدول ال28 اعضاء الحلف في بروكسل "انها مسألة مقلقة". ورفض التعليق على المعلومات الاخيرة التي تحدثت عن فقدان الاف من صواريخ ارض جو من نوع سام-7 سوفياتية الصنع. وفي سرت نفسها معقل الموالين للعقيد القذافي على الساحل تواصلت المعارك ما ارغم قافلة تابعة للصليب الاحمر كانت تحاول تموين السكان العالقين، على العودة ادراجها. فقد حاولت شاحنتان تحملان شعار اللجنة الدولية للصليب الاحمر دخول سرت لتسليم حمولة تضم معدات طبية ومواد غذائية الا ان الشاحنتين اجبرتا على العودة من حيث اتيتا بسبب تصاعد حدة المعارك كما افاد مراسل فرانس برس.. وقال اسامة سوحلي مطاوع وهو من قوات المجلس الوطني "لم نشن هجوما، لا نقوم الا بالرد". واضاف ان "المستشفيات مليئة بالرجال المسلحين كما لديهم قواعد عملانية في داخلها لانهم يعلمون اننا لن نستهدف المستشفيات، وهم يقومون باطلاق النار من المستشفيات او الجامعات، انهم لا يحترمون اي شيء"، وقال طبيب في المستشفى الميداني الرئيسي الذي يبعد 50 كلم غرب المدينة انه تبلغ بالاستعداد لتدفق جرحى لان الهجوم الكبير على سرت يمكن ان يحصل باي وقت. وكان عبدالجليل امهل الجمعة المدنيين 48 ساعة لمغادرة سرت لكن من دون توضيح ما اذا كانت هذه المهلة تعني ان الهجوم الكبير اصبح وشيكا، ودعا الموفد البابوي الى ليبيا الاسقف جيوفاني اينوسنزو مارتينيللي الاوروبيين الى استقبال الاف المدنيين الليبيين الجرحى واصفا الوضع في مدينة سرت الليبية المحاصرة بأنه "مأساوي". وقال الاسقف مارتينيللي لوكالة المعهد البابوي للارساليات الخارجية ان "الوضع في سرت مأساوي، يجب اقرار هدنة ويتعين على البلدان الخارجية وبالاخص البلدان الاوروبية فتح مستشفياتها لاستقبال الجرحى". من جانب اخر، اعلنت المنظمة الدولية للهجرة الاثنين ان اكثر من 1200 مهاجر افريقي عالقون في مدينة سبها بجنوب ليبيا يجري اجلاؤهم الى تشاد، منهية بذلك ازمة استمرت اسابيع وكان خلالها مصيرهم مجهولا. وقد نقل المهاجرون في قافلة من 15 شاحنة الاحد من سبها كبرى مدن الصحراء الليبية في طريقهم الى مدينة زواركي على الحدود التشادية النيجرية في رحلة تستغرق اسبوعا كاملا.