جذر القلب ركنتُ السيّارة. الغُبارُ حجابٌ. اتَصلَت: أينَكَ؟. بعدها عرفتُ: قلبانا يتبادلان الأماكن. كيف لي أن أختلس المغامرة، أن أُعدّن التعب؟ أمي: ليت أن الفرح عدوى لما ركضتُ.. ليتك لم تقولي: لا يُحاكُ صوف الفرح، إلا بأنامل الدمع. ها أنا أندسُّ بين أصابعك. تدُسينها في شعر رأسي: هل تحيكين رداء لهذا العالم العاري؟ علّميه الدفء، معناه ومبناه. لست اهتم لشيء سواك إذا تشجّعت في ساحة الحياة صارخاً: فلتكم حُرّاً، يعُزُّ على الضوء أن يمسك معصمك. لكنني أعرفُ: قلبانا يتبادلان الأماكن، فأرِقُّ وأخافُ. أكبُرُ الآن، تُباعدنا شوارع بطول الأنساب والموت، لكنني أعرفُ: خوف أمي عليّ أبقى من الملح. الأوراق الصفراء امسكتُ رأسه بيديّ، حاولت كسر عنقه، لكنني عدلتُ. كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. رأيتُ الحُبَ يوماً لم يرني قلت هو كالشعر والسراب، متى قصدتَه، فقدته.. أعرضتُ بوجهي. تبعني الخوف. أمسكني. فكتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. أعطيت الفراغ قلماً ليكتب، فلم يعد فراغاً، لكن: ماذا سيكتب بذاكرةٍ فارغة؟ وكتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. هيغل ذو قدمٍ واحدة.. نيتشة أقدامه عمياء.. وبحيرة فويرباخ انهكت كتفيّ.. اللعنة على الفلسفة .. كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. دخلتُ غُرفة الأشعة، عظامي بيضاء لا يربطها إلا السواد. كيف أعلّلُ ما قلّبَته الشموس، وشَوَاه التعب، حين خلعت ردائي؟ كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. لا أعرف ما يخبّئُ سريريَ تحته. نظرتُ. لوحة المفاتيح القديمة تنام هناك حاضنةً غُبارها ومراهقتي. أعرفها. هل تذكرينني؟ هل أضعتِ العناوين و نسيتِ ما ضربه القلب عليكِ؟ كتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. أين أهرب من الريح لأُشعِلَ جمرة التبغ؟ قلت: لن أدخّن. لكن، هذا هاجس واحد، ولكل هاجسٍ جمرته وانفاس تبغه.. أشعلتُ أُخرى.. وكتبتُ على ورقة صفراء ألصقتها بالجدار أنني حاولتُ. لستُ أطالُ هذه اللمبة في السقف، ولا سُلّم لأصعدَ، وتخبرني ظلمة المكان أنها محروقة. أبحث عن جداري الآن. تداخل كل شيء في كل شيء. هزَزتُ رأسي في هيأة من يطرُدُ موتاً، وكتبت على ورقة صفراء ألصقتها بالوقت، أنني حاولتُ. قرص الدواء أمامك كوب ماءٍ، والقرص بعيدٌ، ويشدّكَ. لست تستلهم سيزيفَ دافعاً العالم. ما شأنه الآن. الآن وقت القرص. ليس إلا إبهامك دافعاً إياه من مخدعه الفضي. تُرى: هل يجديك؟ أنت تعرف أكثر من غيرك أن الفرح لا يدخل قلبك إلا كما ينكسر الضوء. أنك لا تكتب إلا بالطباشير على جدران الذاكرة. ربما - لولاه - لأغرقت كثيراً من الصور في الحمض والماء. لرافقت لمبةّ حمراء في دُكنة النوم طويلاً. ولست تعرفُ: ما هي فاعلة هذه الشخوص طافيةً على جانبيك، هل ما يتحسّس وجهك أصابعُ ينبوعٍ، ام عنكبوتٌ يرقمن خيوطه الزمنية؟ تدفع إبهامك الآن، ريقُكَ اللطيفُ يصحو، وتأمَلُ ...