بعدما تردد أن الهواتف الخليوية تتسبب بشكل ما بأورام دماغية، بينت هذه الأجهزة عن ميزات علاجية فائقة الأهمية تساهم في تفادي إصابة الفئران بمرض ألزهايمر أو في تراجعه. وعرَّض باحثون أميركيون نحو مئة فأرة الى موجات كهرومغناطيسية مصدرها هواتف خليوية لمدة ساعة أو ساعتين يومياً خلال ثمانية شهور لمحاكاة وتيرة استخدام الإنسان للهواتف الخليوية خلال عقود عدة. وكانت أُخضعت مجموعة من هذه القوارض الى تعديل جيني جعلها تصاب بمرض يشابه ألزهايمر ويترافق مع صعوبات على مستوى الذاكرة مع تقدمها في السن، في حين كانت المجموعة الثانية في حالها الطبيعية ولم تبين أي استعداد جيني مسبق للإصابة بهذا المرض. ويقول المشرف على الدراسة غاري ارينداش:"فوجئنا باكتشاف أن التعرض المبكر لأشعة الهاتف الخليوي في سن البلوغ يحمي ذاكرة الفئران التي كانت تطور عوارض ألزهايمر"، مشيراً إلى أن ما يثير الدهشة"هو أن الأشعة المغناطيسية ومصدرها الهواتف الخليوية تعيد الانتظام الى ذاكرة الفئران المسنة المصابة بألزهايمر". وأظهرت الدراسة أن الموجات الكهرومغناطيسية جعلت مخزون مادة"بيبتيد بيتا اميلويد"في دماغ الفأرة تختفي. ويعتبر الباحثون هذا التراكم للمادة مسؤولاً عن الانحلال العصبي والعته المرافقين لداء ألزهايمر، إذ انه يمنع الانتقال الطبيعي للدفق العصبي على مستوى الخلايا الدماغية. ويوضح ارينداش:"نظراً الى إبقائنا على المعايير الكهرومغناطيسية المشابهة لتلك الموجودة في الأجهزة الخليوية التي نستخدمها واختبارنا لذاكرة الفئران وفق معايير يمكن مقارنتها مع معاييرنا، نظن هذه النتائج تعني الإنسان تماماً، كما أن هذه الموجات لم تسبب سرطاناً لدى الفئران فضلاً عن انه كان لها أثر محفز للوظائف الدماغية". ولاحظ الباحثون أيضاً خلال الجلسات التجريبية زيادة طفيفة في حرارة أدمغة هذه الفئران. غير انه لم يتم لحظ هذه الظاهرة، التي قد تفسر تراجع صفيحات"اميلويد"، سوى لدى القوارض المصابة بألزهايمر، بعد شهور من التعرض لحقل الهواتف الخليوية الكهرومغناطيسي. ويلفت ارينداش الى انه لم يتم السماح باستخدام أي علاج جديد لداء ألزهايمر منذ سنوات ويعتبر تالياً أن ثمة جدوى فعلية من دراسة الموجات الكهرومغناطيسية لدى الإنسان. نشر في العدد: 17080 ت.م: 08-01-2010 ص: الأخيرة ط: الرياض