بصراحة لم يعجبني ما حدث في مباراة أنغولاوالجزائر، والتي صعد على إثرها الفريقان إلى الدور ربع النهائي في بطولة الأمم الأفريقية المقامة في أنغولا حالياً، فلا الجزائر كانت بحاجة إلى الأداء بهذا الشكل الباهت لضمان الصعود، ولا أنغولا بحاجة إلى الظهور بهذا المظهر غير المشرّف على الإطلاق، لتصعد في صدارة المجموعة مع المنتخب الجزائري، فالجزائر كانت متسيدة اللقاء، وواضح أن الفريق استفاد تماماً من درس اللقاء الافتتاحي أمام مالاوي والهزيمة الثقيلة، فاستعد بجدية تامة، حتى نجح في الفوز على مالي، وكان يستطيع الفوز بسهولة على أنغولا، ويصعد في صدارة المجموعة، والدليل أن فرصته كانت أكثر خطورة على مرمى الفريق الأنغولي، كما أن حارس مرمى المنتخب الجزائري لم يُختبر على الإطلاق، أيضاً أنغولا لم تكن لتخسر بأكثر من هدف وحيد، لذلك كانت ستضمن هي الأخرى الصعود، أو كانت قادرة على تحقيق التعادل، ولكن بكل أسف فضّل الفريقان اللعب بسلبية وتراخ طوال الشوط الثاني تقريباً، وسط مشاعر الأسى من كل وسائل الإعلام المتابعة والمراقبة للبطولة الأفريقية، ولكن الغريب أن أحداً من الاتحاد الافريقي لم يحرك ساكناً لإيقاف ما يحدث داخل الملعب، ويعطى إنذاراً أو حتى بإلغاء المباراة لو استمرت كما هي عليه مثلما حدث عام 2001 عندما حدث السيناريو نفسه في مباراة مصر والكاميرون تحت 20 سنة، ويومها ألغى المسؤولون في الاتحاد الافريقي المباراة، وغيّروا اللوائح لضمان اللعب الجاد، وأعيدت المباراة وفازت مصر 3/1، وتأهلت لكأس العالم عن جدارة، بل وأحرزت الميدالية البرونزية، وأذكر أنني كنت أول من هاجم سلوك الفريق المصري ومسؤوليه بشدة، على رغم أنني كنت وقتها عضواً في الاتحاد المصري لكرة القدم، بل إن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم اللواء حرب الدهشوري في ذلك الوقت أجرى اتصالاً بإدارة البعثة، وقال لهم بالحرف الواحد إن الخسارة أشرف بكثير من فوز أو تأهل بهذه الطريقة، وكنا أسعد الناس بقرار الاتحاد الأفريقي بإعادة المباراة، بل وجعلها مباراة لتدرس بمعنى أن الفائز يصعد مباشرة إلى كأس العالم، ولعل الاخوة الأعزاء في الجزائر ما زالوا يتذكرون بكل أسى ما حدث في مباراة ألمانيا والنمسا، والمؤامرة القذرة التي لعبها الفريقان معاً لإقصاء الجزائر عن كأس العالم، وعلى رغم مرور ما يقرب من 28 عاماً عليها، إلا أن الجميع يتذكرها بكل الخزى والألم، فكرة القدم هي لعبة المنافسة الشريفة، ولا يشرف أحد أبداً أن يحصد انتصاراً زائفاً، على رغم أن كل العوامل كانت مهيأة لتحقيق انتصار حقيقي ومشرف، وكم كنت أتمنى أن يسارع الاتحاد الافريقي لاتخاذ قرار سريع بإعادة هذه المباراة بدلاً من اعتماد النتيجة، ووقتها كان الجميع سيرفع القبعة لهذا الاتحاد على نزاهته واحترامه لشعار كرة القدم، وهي اللعب النظيف أو عدالة كرة القدم، وفى النهاية أقول إذا كنا نعلّم الصغار القيم والمبادئ والأخلاق، فكيف نسكت على ما فعله الكبار؟ [email protected] نشر في العدد: 17092 ت.م: 20-01-2010 ص: 31 ط: الرياض