بالتأكيد انتصار أكثر من باهر للكرة العربية بفوز مستحق ورائع للمنتخب الجزائري على المنتخب الايفواري 3-2، في واحدة من أجمل مباريات البطولة الافريقية رقم 27، وحلاوة هذا الانتصار انه جاء بالجهد والعرق على مدى 120 دقيقة عكس ما حدث تماماً امام انغولا، والتي كان المنتخب الجزائري قادراً تماماً على الفوز عليها بمثل هذا الاداء، وهو ما نوّهت عنه في مقالي السابق، ونددت لما حدث من تخاذل داخل الملعب من الفريقين، وعلى رغم انني أكدت انه كان من السهل على المنتخب الجزائري الفوز على انجولا لان امكاناته الفنية والمهارية أعلى بكثير من امكانات المنتخب الانجولي المتواضع، والذي لم يحقق شيئاً يذكر سوى فوز واحد امام أصعب فرق المجموعة وهو فريق مالاوي، والذي فاز على الجزائر لأسباب غير كروية على الاطلاق مثل حرارة الطقس وعدم تعود اللاعبين على الأجواء الحارة، اضافة الى الاصابات الكثيرة التي لحقت بالفريق قبل هذا اللقاء الافتتاحي، اعود للتأكيد ان ما يهمني هو تطبيق شعار كرة القدم الحقيقي وهو اللعب النظيف حتى لو كان الثمن الخروج من بطولة، لان التاريخ لا يغفر ابداً ولا يرحم، والدليل اننا مازلنا نذكر حتى الآن ما حدث قبل نحو 28 عاماً بين ألمانيا والنمسا والتي راح ضحيتها الفريق الجزائري، لذلك السؤال الذي يفرض نفسه بقوة، هو كيف استطاع المنتخب الجزائري ان يؤدي بكل هذه القوة ويحقق انتصاراً باهراً على المنتخب المرشح بقوة للوصول للمباراة النهائية؟ ولماذا لم نلعب بنفس القوة والطريقة امام انغولا؟ وعموماً ما يهمني ان المنتخب الجزائري اعطى درساً في الروح القتالية وايضاً الرياضية، وحقق انتصاراً باهراً للكرة العربية وصعد الى نصف النهائى للمرة الأولى منذ عام 90. على الجانب الآخر واصل الفريق المصري عروضه ونتائجه الخارقة، فحقق الفوز الرابع على التوالي ليتألق ويتفوق ويؤكد ان خروجه من كأس العالم كان بمحض الصدفة وانه البطل المتوج على عرش الكرة الافريقية بانتصاره الباهر جداً على المنتخب الكاميروني العملاق والقوي والمصنف على رغم اعترافنا بان الحظ خدمنا وبشدة في هذا اللقاء الا ان ذلك لا يمنع القول ان دفاع الفريق المصري كان في أفضل حالاته ومن خلفه الحارس الأمين الحضري، ما مكّن منتخب مصر من التماسك حتى استعاد السيطرة على زمام الامور والعودة ثانية الى اللقاء بهدف احمد حسن ثم التفوق بهدف جدو نجم البطولة الجديد وهدافها حتى الآن، أعود فأكرر بان الكرة العربية تحقق الآن انتصارات باهرة من خلال منتخبي مصر والجزائر وقد ضمنا مكاناً في المباراة النهائية. وكم كان المنتخب التونسي قريباً جداً من التأهل في مباراته مع الكاميرون، لذلك أرى انها فرصة حقيقية لتعود الكرة العربية الى الصدارة من جديد، وذلك بعد ان يعيد المنتخب المغربي بناء نفسه ويستعيد هيبته الكروية المفقودة بسبب تعاقب المدربين الاجانب الفاشلين، وهذه قصة كبيرة لنا معها وقفة اخرى، وفي النهاية، الكرة العربية استعادت هيبتها ولا اسود ولا أفيال، العرب دائماً أبطال. [email protected]