أعلنت حكومة إقليم جنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي أمس مقتل 25 شخصاً وإصابة آخرين في اشتباكات قبلية قرب مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل. واتهمت"ميليشيا"قالت إنها تتبع وزير الخارجية السابق لام أكول المؤيد لحكومة الخرطوم، بالتورط في الاشتباكات، لكن أكول نفى ذلك. وقال الناطق باسم"الجيش الشعبي لتحرير السودان"الذي يسيطر على الجنوب كوال ديم ل"الحياة"هاتفياً إن ميليشيا مسلّحة من قبيلة الشلك، ثالث أكبر قبائل الجنوب، تتألف من 3500 مسلح وتتبع إلى وزير الخارجية السابق زعيم"الحركة الشعبية للتغيير الديموقراطي"لام أكول الذي انشق عن"الحركة الشعبية لتحرير السودان"وأسس حزباً جديداً، هاجمت الجمعة منطقة بوينتك قرب ملكال وقتلت ما لا يقل عن 20 شخصاً من بينهم أحد كبار زعماء قبيلة الدينكا، كبرى قبائل الجنوب، واسمه طون واي وخمسة من أفراد أسرته زوجته وثلاثة أطفال، بينما أصيب آخرون. وأشار إلى أن المهاجمين نهبوا أعداداً كبيرة من الأبقار. وحمّل من وصفهم بأنهم أفراد"ميليشيا لام أكول"مسؤولية الحادث، متهماً وزير الخارجية السابق بتسليح القبائل وتدريب ميليشيات في منطقة أعالي النيل. وقال إن قوات"الجيش الشعبي"مستعدة للتعاون وارسال قوات إلى منطقة الحادث التي تقع تحت مسؤولية القوات المشتركة بين الجيش الجنوبي وجيش الشمال. وأفيد أن عناصر من قبيلة الدينكا انتقموا لاحقاً بشن هجوم على قرية قريبة للشيلوك وقتلوا خمسة أشخاص. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن لام أكول قوله رداً على اتهامات كوال ديم:"إنه اختلاق .. إنه تشهير، ليست لدينا ميليشيات". وتابع:"الذين يزعمون عكس ذلك يجب أن يعطوا الأدلة التي تؤيد ادعاءاتهم". وكانت معارك بين المتمردين الجنوبيين السابقين وأنصار غابرييل تانغ، وهو زعيم سابق لميليشيا تساند الشماليين وأصبح الآن لواء في القوات المسلحة السودانية، أوقعت 50 قتيلاً في شباط فبراير الماضي في ملكال. إلى ذلك، أطلع المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على نتائج زيارته الأخيرة إلى السودان، تمهيداً لعودته إلى الخرطوم مجدداً الثلثاء لمواصلة الحوار مع طرفي الحكم، حزب المؤتمر الوطني و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، لتسوية القضايا التي ما زالت عالقة في اتفاق السلام العام 2005 وتسريع عملية السلام في دارفور. نشر في العدد: 16956 ت.م: 06-09-2009 ص: 12 ط: الرياض