تجددت المواجهات في دارفور بين القوات الحكومية و"حركة العدل والمساواة". وزعم المتمردون أنهم ألحقوا"خسائر فادحة"بالجيش، لكن الخرطوم قللت من ذلك واعتبرته"فرقعة إعلامية"، وتوعدت بحسم التمرد. وأعلنت"العدل والمساواة"أنها اشتبكت مع القوات الحكومية شمال منطقة الكومة في ولاية شمال دارفور، وألحقت"هزيمة"بالجيش واستولت على 17 سيارة محملة أسلحة، وأسرت عدداً من الجنود. وقال الناطق العسكري باسم الحركة علي الوافي بشار إن مقاتلي"العدل والمساواة"دخلوا منطقة الكومة وسيطروا عليها، لكن سكاناً محليين نفوا ذلك في شدة. وقالوا إن معارك وقعت شرق مدينة مليط قرب الحدود الليبية. وقال ل"الحياة"حسن عجب الدور، وهو أحد سكان مليط، إنهم دفنوا ثماني جثث لجنود من الجيش، كما وصل المدينة جريح واحد، مشيراً إلى أن الاشتباكات كانت تبعد 12 كلم إلى الشرق من مدينتهم. وقلل مسؤول رئاسي في الخرطوم من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين. وقال ل"الحياة"إن"العدل والمساواة"تحاول إحداث"فرقعة إعلامية"، متوعداً بالقضاء عليهم. وأشار إلى أن الحركة لا تسيطر على أي منطقة في دارفور، ولديها سيارات تتنقل بها من منطقة إلى أخرى لتضليل الرأي العام بأنها تملك قوة كبيرة. إلى ذلك، طرح الوسيط المشترك بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في أزمة دارفور جبريل باسولي على ثمانية من فصائل التمرد في دارفور خلال لقاء في العاصمة الليبية طرابلس، اقتراحاً من ست نقاط يمثل"إعلان مبادئ"، شملت وقف النار بمراقبة دولية، وترتيبات أمنية، واقتسام السلطة والثروة، وبدء الحوار الدارفوري - الدارفوري. وقال الناطق باسم"حركة تحرير السودان - قيادة الوحدة"محجوب حسين إن الاجتماع بين باسولي والفصائل أقر الدخول في مفاوضات مع الحكومة عقب شهر رمضان الذي ينتهي في الثلث الأخير من الشهر المقبل، مبيناً أن الفصائل الثمانية"قررت تشكيل وفد واحد وموقف تفاوضي مشترك"إلى محادثات في الدوحة قال باسولي إنه يعمل مع أطراف دولية لترتيبها. وعقدت اللجنة الخاصة بحل مشاكل دارفور التي شكلها الاتحاد الافريقي اجتماعاً في طرابلس مع عدد من الفصائل السياسية والمسلحة في الإقليم، وشارك في الاجتماع رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي والرئيس البورندي السابق بيار بويويا إلى جانب ممثلين عن الفصائل الدارفورية. واستمعت اللجنة خلال الاجتماع إلى رؤية هذه الحركات لتحقيق السلام والمصالحة ومستقبل دارفور السياسي، تمهيداً لرفع تقرير عنها إلى الاتحاد. إلى ذلك، أجرى عضو الكونغرس الأميركي السناتور كيث اليسون الذي يزور الخرطوم محادثات منفصلة مع نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ومساعده نافع علي نافع ومستشاره غازي صلاح الدين، ركزت على استكمال تطبيع العلاقات السودانية - الأميركية وتسوية القضايا العالقة في اتفاق السلام في جنوب البلاد وتسريع حل أزمة دارفور. ووصف طه العلاقات السودانية - الأميركية بأنها تمضي في الاتجاه الصحيح، وأشاد باهتمام الإدارة الجديدة بتطورات الأوضاع في السودان. وأعرب وزير الخارجية السوداني عن تفاؤله برفع اسم بلاده من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. ورأى أن تغيير السياسية الأميركية تجاه بلاده"صار مسألة وقت". وقال إن تلك الخطوة تحتاج إلى جهد كبير، مشيراً إلى أن حكومته أقرت خُطة لم يكشفها للتعامل مع الولاياتالمتحدة، خصوصاً المجموعات الرافضة للتطبيع مع السودان. نشر في العدد: 16926 ت.م: 07-08-2009 ص: 9 ط: الرياض