عشية اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والمبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل في لندن غداً، أفادت مصادر اميركية موثوق بها ان الاركان الثلاثة للقاء هي مدة وقف الاستيطان، وكونه سيشمل مستوطنات القدس، ومصير مشاريع البناء التي بدأت في مستوطنات الضفة الغربية. وفيما استبق نتانياهو الذي وصل امس الى لندن اللقاء بخفض سقف التوقعات منه واعلانه"رفض اي قيود على مدينة القدس"، رد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بالتأكيد ل"الحياة"أن"القدس هي من قضايا الحل النهائي". راجع ص 4 وأكدت مصادر أميركية مطلعة أن مدة تجميد الاستيطان، والوضع في القدس، والسؤال عن أي مستوطنات يمكن استكمال مشاريع البناء الجارية فيها، تتصدر لقاء نتانياهو وميتشل. وأشارت الى أنه"بطبيعة الحال"سيكون أي تجميد للاستيطان"موقتاً"كون أي حل للقضية وأي تقدم، سيكون مرهوناً بالمفاوضات بين الجانبين، والمتوقع أن تنطلق بعد التوصل الى اتفاق تجميد الأنشطة الاستيطانية. وأوضحت المصادر ان الجانب الأميركي يسعى الى تجميد مدة عام، فيما يفاوض الاسرائيليون على فترة أقل من ذلك، مضيفة ان ميتشل يسعى الى اقتناص تجميد"كامل"في مستوطنات الضفة، فيما يفاوض الجانب الاسرائيلي للسماح باستكمال مشاريع البناء التي بدأت قبلا. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل"الحياة"أن واشنطن"تطالب جميع الأطراف بالقيام بخطوات تاريخية وجدية تسهم في اطلاق مفاوضات تقود الى دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وسلام شامل". وابقى المسؤول على سقف مرتفع للمفاوضات عندما رد على التسريبات الاسرائيلي بالتأكيد أن"القدس هي ضمن مسائل الحل النهائي التي اتفق الفلسطينيون والاسرائيليون على حلها في المفاوضات". وكانت الصحف الإسرائيلية نقلت عن اوساط نتانياهو إنه سيبلغ ميتشل رفض إسرائيل قبول أي قيود تتعلق بالقدس، فضلاً عن ضرورة تمكين مستوطني الضفة من القيام بحياتهم العادية، والسماح بمواصلة بناء أكثر من 2500 شقة سكنية تقول إسرائيل إنها قيد الإنشاء ولا يجوز لحكومتها قانونياً وقف البناء فيها، وان يتم ذلك من خلال تفاهمات واضحة وخطية مع الادارة الاميركية، اضافة الى مطالبة إسرائيل بجملة إجراءات تطبيع من دول عربية لا تقيم علاقات معها. في الوقت نفسه، قال الناطق باسم نتانياهو ان الاخير لا يتوقع انفراجة كبيرة في لقائه ميتشل، لكنه يأمل في استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال شهرين، وهو امر رفضته السلطة الفلسطينية، مشترطة وقف الاستيطان اولا. وكانت اوساط نتانياهو ارسلت في الايام الماضية رسائل عدة الى الادارة الاميركية، اذ سربت الأسبوع الماضي نبأ تعليق استدراج العروض لبناء شقق جديدة في الضفة حتى مطلع العام المقبل، من دون تأكيد رسمي لذلك، وذلك في اشارة الى استعدادها لتليين موقفها في انتظار المقابل الاميركي والفلسطيني والعربي. في السياق نفسه، جاءت تصريحات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بأنه لا يرسم خطوطاً حمراً لنتانياهو وأنه لن يعرقل محاولات الأخير للتقدم نحو مفاوضات مع الفلسطينيين، لتشكل رسالة مماثلة للادارة الاميركية، وهي ايضا رسالة إلى نتانياهو بأن وزير خارجيته لن يصوت في الحكومة الاسرائيلية ضد تفاهمات مع ميتشل، ما يضمن لنتانياهو غالبية من ثلاثة أعضاء لإقرار تفاهمات مع واشنطن. الى ذلك ا ف ب، اعلن مصدر طبي فلسطيني ان مزارعاً فلسطينياً قتل وأصيب آخر امس برصاص جنود اسرائيليين شمال قطاع غزة. واضاف ان احد الجريحين توفي في موقع الحادث شمال بيت لاهيا في حين نقلت سيارة اسعاف فلسطينية الجريح الآخر الى المستشفى. واوضحت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان قذيفتي هاون اطلقتا من شمال قطاع غزة سقطتا على الاراضي الاسرائيلية. نشر في العدد: 16944 ت.م: 25-08-2009 ص: 12 ط: الرياض عنوان: ميتشل يسعى في محادثاته مع نتانياهو إلى حل عقدة مدة تجميد الاستيطان ورقعته