استطاع المغني المصري عمرو دياب أن يؤكد أحقيته بالتربع على قمة الغناء العربي نحو 20 سنة، وكان ألبومه الغنائي الجديد"وياه"بمثابة رسالة خاصة لجمهوره، لأنه يحمل كل الأفكار الغنائية التي تعبر عن أحلامه وشجنه في إطار موسيقي متطور يتواصل من خلاله كل الأجيال. حققت مبيعات ألبوم دياب الأخير أرقاماً قياسية، في وقت يشهد سوق الكاسيت ركوداً غير عادي، وهو ما يؤكد أن نجومية المطرب وحب جمهوره وإخلاصه تمكنه من تجاوز كل الصعوبات. "الحياة"التقت عمرو دياب الذي تبدو عليه علامات الارتياح بفضل رد الفعل الإيجابي تجاه ألبومه، وقال:"أشكر جمهوري الذي وثق في قدرتي على تقديم كل ما يحلم به في الغناء، وظهر مدى إخلاص هذا الجمهور عندما أصر على شراء النسخة الأصلية من الألبوم، على رغم تسريبه عبر شبكة الانترنت حرصاً منه على تأكيد نجاحي. وهذا ما يجعلني أكثر تصميماً على مواصلة الرحلة معه بالقوة ذاتها، لأنني وأنا على القمة أصبحت أكثر تواضعاً وإصراراً على النجاح. علماً أنني أركز فقط مع نفسي ولا ألتفت الى غيري، وهذا من ملامح نجاحي لأنني عاهدت نفسي على دعم جمهوري بمزيد من الأغنيات التي تعيش لسنوات طويلة". وفسر دياب غيابه عن وسائل الإعلام طيلة الفترة الماضية بانشغاله في التحضير لألبومه الجديد، إذ سجل نحو 40 أغنية، واختار منها 12 فقط بعد دراسة"متأنية"لرغبات جمهوره. وأوضح أنه كان"يعسكر"في استديوات الصوت أكثر من 10 ساعات يومياً، لأنه يعمل"بروح الهاوي العاشق وعقلية المحترف الذي يدقق في كل التفاصيل حتى يصل إلى المستوى المنشود، وهذا ما يتبعه كل نجوم العالم الأكثر نجاحاً وثباتاً على القمة". وحول كيفية إدارة الحملة الدعائية لألبوماته، خصوصاً أنها تختلف من حين إلى آخر، قال دياب:"عملت سنوات طويلة بجد وإخلاص واكتسبت خبرات كثيرة منحتني قوة، خصوصاً في مسألة الدعاية هذه. أمتلك فيها أفكاراً جريئة تنبع من متابعتي الدقيقة لكل الأمور المحيطة من حولي. لذلك تخليت هذا العام عن الراعي وقمت بعمل دعاية في شكل مكثف على شبكة الانترنت، وبالنسبة إلى الصور الدعائية، فأنا حريص على أن تثير الدهشة لأن العمل العادي الذي يمر مرور الكرام ولا يترك بصمة لا يستهويني". وأوضح دياب أنه كان قلقاً قبل صدور الألبوم لإدخال موسيقى ال"هاوس"الإلكترونية في الألبوم. وعلى رغم أنها منتشرة في العالم، إلا أنه قدمها"برؤية جديدة وتقبلها الجمهور في شكل رائع، حتى أن مبيعات الألبوم تخطت أرقاماً قياسية كان يصعب تحقيقها في الوقت الحاضر لظروف سوق الكاسيت الصعبة الذي أوشك على الانقراض في أنحاء العالم، وأصبح هناك آلية جديدة في الخارج للتعامل مع التطور التكنولوجي الرهيب الذي غير من ملامح الإنتاج الغنائي". وعن سبب اهتمامه الشديد بكل المستجدات في الموسيقى الغربية، قال دياب:"أنا مستمع جيد لكل ما يقدم في أنحاء العالم وأتابع ما يصنعه النجوم لأن الاطلاع على إبداع الآخرين يعتبر في منتهى الأهمية. فالثقافة الموسيقية تتجدد باستمرار ونحن لا نعيش بمعزل عن العالم، والأجيال الجديدة تعي ذلك تماماً وتتواصل مع العالم الخارجي في شتى مجالات الحياة سواء السياسية أو الفنية أو الاقتصادية وكذلك الرياضية". وأضاف:"اتهمت سابقاً بتقليد الغرب، لكن الحقيقة عكس ذلك لأنني كفنان عربي أدهشت الغرب بأغنياتي التي تتميز بروحها الشرقية الممزوجة بأعلى مستوى تكنولوجي وموسيقى. ولو كنت اتبعت سياسة التقليد لكنت انتهيت من زمان لأن الأصل دائماً هو الذي يعيش". وأشاد دياب بفريق عمل ألبوم"وياه"المكون من عمرو مصطفى وأيمن بهجت قمر وبهاء الدين محمد ومحمد يحيى وخالد تاج الدين وهاني عبد الكريم وخالد عز وعمرو طنطاوي وحسن الشافعي وتامر حسين، معتبراً أنهم أدهشوه"بالجمل العفوية عالية الرومانسية والألحان الخلابة التي تصل إلى وجدان المستمع سريعاً، وظهر تحملهم مشقة العمل معي واستوعبوا طموحي وأحلامي". وأكد أنه يراهن دائماً في أغنياته على الشباب،"لأنني لا أغفل أن الأجيال الجديدة تتميز بفكرها ورؤيتها الخاصة للحياة، فيما جمهوري متراكم إلى درجة أني الوحيد في جيلي الذي استطاع الحفاظ على حب جمهوره، وفي الوقت ذاته تواصل معه جمهور جديد أعجب بموهبته الغنائية وقدرته على التعبير عن مشاعره". واعتبر دياب أن الشباب هم"أصل أمتنا العربية لذلك حرصت على توجيه رسالة خاصة لهم"في برنامجه التلفزيوني"الحلم"الذي عرض قبل فترة على شاشتي"روتانا"و"التلفزيون المصري". وقال:"رغبت في أن أوضح للشباب أن النجم الذي يرونه الآن ويتابعون نجاحاته وجوائزه هو إنسان بسيط من ريف مصر لم يكن يملك سوى موهبته وإصراره على التميز، وبعزيمته استطاع تحقيق أحلامه من دون أن ييأس لحظة. وعندما نجح قرر عدم التنازل عن القمة رغم صعوبة المهمة، إلا أنه كان عند حسن ظن جمهوره الذي منحه ثقته وواصل ابداعاته على مدار السنوات الماضية". ونفى دياب أن يكون تخلى عن مشروعه الغنائي الخاص باكتشاف المواهب الشابة، موضحاً أن المشروع سينفذ خلال الفترة المقبلة وبرؤية جديدة لأنه أحد أحلام حياته،"خصوصاً مع وجود مواهب عدة في مصر لا بد من مساندتها لدعم الساحة الغنائية العربية". ورفض ما يقال عن أنه يصر دائماً على تلحين بعض أغنيات ألبوماته، واضاف:"ألحن الأغاني التي أشعر بأنني سأضعها في الإطار الموسيقي الملائم لها لأنني أمتلك إحساساً موسيقياً يمنحني قدرة توصيل الفكرة للمستمعين في شكل مبسط، وهذا ما حدث في أغنيات"آن من الفراق"و"مالك"، وأيضاً"إلا حبيبي"التي شاركت في تلحينها، وأنا لا أتعمد التلحين ولكن عندما يجذبني الموضوع وأجد نفسي ألحن تلقائياً، فإنني لا أتوانى لحظة في طرح رؤيتي، علماً أنني لحّنت كثيراً من الأغنيات ولم أضمها إلى ألبوماتي". وعن المواقع الالكترونية الكثيرة المنسوبة إليه، قال دياب:"أنا شخصياً أتابع هذه المواقع وهي من صناعة معجبي وفيها مجهود رائع يستحقون الشكر عليه، إلا أنني ومن خلالكم أعلن أن موقعي الرسمي الخاص بي الذي أتواصل فيه مع الجمهور والإعلام هو www.amrdiab.com ويتم تجهيزه الآن بشكل عصري على أعلى مستوى ليكون نافذتي على العالم ومن خلاله سيعرف جمهوري آخر أخباري الفنية". نشر في العدد: 16907 ت.م: 19-07-2009 ص: 31 ط: الرياض