استطاعت رشيدة الحارس، عبر 10 أغان فقط، أن تجذب الفنانين إليها. تعاونت مع عمرو دياب واليسا وليلى غفران وحسنا وغيرهم. اكتشفها الملحن صلاح الشرنوبي كمطربة، وقدمها عمرو دياب كملحنة لأغنية"يا كنزي". صبية في العشرين، لبنانية الأصل مصرية الهوى، وطالبة في كلية التربية الموسيقية. بين الهدوء والجرأة التي تميز شخصيتها، الإصرار والعزيمة والرومانسية سمات واضحة ومحددة المعالم في شخصيتها، تعتز بتجربتها مع دياب وتتمنى العمل مع محمد منير وأنغام. عن حكايتها مع عالم الغناء والتلحين تحدثت رشيدة الحارس في حوارها مع"الحياة". ما أسباب قلة ألحانك على رغم النجاح الكبير الذي تحققه هذه الألحان؟ - أنا مقّلة في تقديم الألحان لأنني بكل بساطة لا أطرق باب المطربين والمطربات. كما اعتبر نفسي هاوية ولست محترفة، فضلاً عن أنني احب أن أصنع ألحاني على نار هادئة. كما مررت أخيراً بظروف عائلية صعبة. توفي والدي وانعكس ذلك على عملي. لكنني أعد بأن أكثف نشاطي الفني قريباً، علماً أنني سعيدة بما قدمته حتى اليوم. لماذا لم تحقق أغنية اليسا"ارحم قلبي"التي صغت لحنها النجاح اللازم؟ - تجيب بغضب الأغنية حققت نجاحاً كبيراً. وكل من استمع إليها احبها لكن عدم تصويرها جعل بعضهم يردد هذا الكلام. اعتز جداً بهذه الأغنية التي قدمت اليسا في شكل مختلف عن أسلوبها التقليدي. هل سهّل تعاونك مع عمرو دياب عليك دخول المجال الفني؟ - طبعاً. عمرو دياب كان أول من اختار مني أغنية، فسلط الضوء على موهبتي، وجعل لي اسماً بين الملحنين المحترفين. عمرو دياب نجم كبير والعالم العربي ينتظر ألبوماته وتحليل أغانيه. كيف تم اللقاء بينك وبين عمرو دياب؟ - من طريق الصدفة. استمع زميلي الشاعر والملحن محمد رفاعي إلى لحن"يا كنزي"واعجب به جداً. وطلب مني أن أسجله على شريط كاسيت لكي يُسمعه إلى عمرو دياب الذي أعجب باللحن من دون أن يعرف هوية صاحبه. وهل أجرى أي تعديل على الأغنية؟ - لم يتدخل إطلاقاً. لأنني ببساطة لم أقابله أثناء تسجيل الأغنية. كنت منشغلة حينها في امتحانات نهاية العام، فلم تسمح ظروفي بأن احضر تسجيل الأغنية. تتمتعين بصوت جميل، أشاد به الكثيرون، وفي مقدمهم الملحن صلاح الشرنوبي، لماذا بدأت حياتك كملحنة وليس كمطربة؟ - أحب التلحين وأجد نفسي من خلاله، إضافة إلى أن طريق الغناء مليء بالصعوبات والأشواك ويتطلب تفرغاً كاملاً. أنا حالياً منشغلة بدراستي ولا أملك الوقت الكافي لزيارة الاستوديو والتفرغ للحفلات. هل ترين فرقاً في التلحين بين الرجل والمرأة؟ - إطلاقاً. التلحين هو عبارة عن أحاسيس مثل الغناء والتأليف، يشترط فقط موهبة حقيقية. إذاً ما سر ابتعاد المرأة عن التلحين في الموسيقى العربية، باستثناء تجارب قليلة مع بعض المطربات مثل نادرة ولور دكاش وطروب وانوشكا وعايدة الأيوبي وليلى نظمي؟ - يعود ذلك إلى الارتباط التاريخي الوثيق بين الرجل والموسيقى. ذلك أعطى الجميع انطباعاً بأنه عمل ذكوري. لكن الأيام المقبلة ستشهد ثورة نسائية، وستسمع عن أكثر من ملحنة، لاسيما أنني أتعرف في الكلية على فتيات يتمتعن بموهبة التلحين ولديهن أفكار جميلة جداً إذا خرجت إلى النور ستحدث ثورة في عالم التلحين والموسيقى. بين الألوان الموسيقية الكثيرة، أي لون ترينه الأقرب إليك؟ - أهوى كل الألوان الغنائية، لكنني أجد نفسي أكثر في الأغنية الحزينة، وأظن أنني أعبر عنها في شكل جيد. إلى من تستمع رشيدة الحارس بين زملائها الملحنين؟ - شنّ بعضهم هجوماً عنيفاً على الملحنين الشباب، لكنني شخصياً معجبة بألحانهم على رغم الاعتراضات، خصوصاً شريف تاج ومحمد رحيم ومحمد رفاعي ورياض الهمشري وصلاح الشرنوبي. لكن ألا تلاحظين أننا ابتعدنا كثيراً عن الروح الشرقية في موسيقانا وأصبحت معظم ألحاننا شبيهة بالألحان الغربية؟ - ليس في كل التجارب الغنائية. كثر يحافظون على الروح الشرقية، في ظل مواكبتهم لموضة العصر، بينهم سميرة سعيد وأنغام وأصالة وعمرو دياب ومحمد منير. الموسيقى لغة فنية خاصة، تطلب منا أن نحافظ عليها وعلى خصوصيتها. الفن يعكس ثقافة المجتمعات ويقدم صورة حقيقية عن شعب هذا المجتمع وطريقة تفكيره. نلهث وراء تقليد الغرب، لكننا ننسى أن هويتنا وثقافتنا مختلفان تماماً عنه. ما رأيك في التوزيع الموسيقي اليوم؟ - هو سلاح ذو حدين، قد يخدم الأغنية وقد يسيء إليها. وهذا يعود إلى ثقافة الموزع ودراسته ووجهة نظره. ما هي الكلمة التي تستفز موهبتك التلحينية؟ - الكلمة البسيطة والقريبة من القلب، القادرة على مسّ اكبر شريحة من الناس، والتي تعكس مواقف معينة من الحياة. ما الأغنية التي ظهرت أخيراً وتمنيت أن تكون في رصيدك الغنائي؟ -"ما بقاش أنا"لأصالة وأغنيتي محمد منير"خايف اوعدك"و"لما النسيم"وأغنية عمرو دياب"تقدر تتكلم". من المطرب الذي تتمنين العمل معه. - فيروز ماذا عن مشاريعك الفنية المقبلة؟ - انتهيت من تلحين أغنية بعنوان"من يومين"لهيفا وهبي، ستضمها إلى ألبومها الجديد، وأغنية لفضل شاكر تحمل عنوان"تعالي نحلم ببكرة". كما لحنت اكثر من أغنية للمطربة المغربية سناء موزيان وتعرض لي حالياً عبر الفضائيات أغنية لنجمة"ستار أكاديمي"سمية، تحمل اسم"عمري ابتدى".