استؤنفت أمس، المحادثات بين الحكومة الباكستانية ورجل دين موال ل"طالبان"، وذلك في اليوم الرابع لهجوم الجيش على المسلحين المتشددين في شمال غربي باكستان. في الوقت ذاته، قال ناطق باسم الجيش الباكستاني إن قوات الامن قتلت ما يصل إلى 60 من مسلحي"طالبان"في معارك في وادي بونر الاستراتيجي، ليصل عدد قتلى الحركة إلى 190 في أربعة أيام من القتال، من بينهم 55 قتيلاً في الساعات ال24 الاخيرة. وصعد الجيش الباكستاني حملته في مناطق شمال غربي باكستان حيث سجلت في بعض القرى مقاومة شرسة للمتشددين الذين احتجزوا عشرة من عناصر القوات شبه العسكرية لفترة قصيرة، وهم لا يزالون يحتجزون 52 شرطياً منذ الاحد الماضي. ومنذ انطلاق عملية"الرعد الاسود"في اقليم دير السفلى الاحد وفي اقليم بونر الثلثاء، قتل نحو 190 من عناصر"طالبان"وفقد 11 عسكرياً. وقال الجنرال عباس"ان العملية تتواصل بنجاح". وكان الجيش اعلن في بداية الاسبوع انه"طهر"اقليم دير السفلى واستعاد السيطرة على مدينة داغار كبرى مدن اقليم بونر على بعد نحو مئة كلم شمال غربي اسلام اباد. غير ان الشرطة ومصادر عسكرية وسكاناً، اكدوا ان المتشددين استولوا على مراكز للشرطة في الاقليمين. وواصل الجيش امس، قصف معاقل"طالبان"في مرتفعات ميدان وشاكدارا في دير السفلى، فيما استمر الطيران والمدفعية في قصف مواقع في بونر بحسب شهادات سكان. وهاجم 60 من عناصر"طالبان"ليلاً المقر العام للقوات شبه العسكرية في اقليم دير العليا المجاور الذي لم تطله المعارك في السابق وخطفوا عشرة جنود قبل الافراج عنهم في الصباح"من دون شروط"كما أفادت الشرطة. وهذا الهجوم المضاد هو الاول منذ توقيع اتفاق وادي سوات منتصف شباط فبراير الماضي، والذي تم التفاوض بشأنه مع رجل الدين صوفي محمد وقبلت بموجبه"طالبان"وقف اطلاق النار في مقابل السماح باقامة محاكم اسلامية. وبدلاً من ان تلقي"طالبان"السلاح في مقابل انسحاب الجيش فانها استغلت الاتفاق للاندفاع اكثر في الميدان والاستيلاء على اقليمي دير السفلى وبونر. واطلق الجيش الباكستاني عملية"الرعد الاسود"في الوقت الذي تكثفت فيه الضغوط الاميركية بعد ان اعتبرت واشنطن اتفاق سوات"استسلاما"من السلطات الباكستانية في مواجهة المتطرفين الاسلاميين. وقال عامر عزت خان الناطق باسم صوفي محمد في تصريحات عبر الهاتف من تيميرغارا اقليم دير السفلى ان"المباحثات بين صوفي محمد والحكومة استؤنفت". وعلق صوفي محمد هذه المباحثات الخاصة بتطبيق الاتفاق بشأن المحاكم الاسلامية طالما لم يوقف الجيش هجومه. وقال عامر خان:"تلقينا تطمينات مؤداها ان العملية العسكرية ستتوقف ولذلك فقد قبلنا العرض الحكومي باستئناف المفاوضات". وأوضح الناطق باسم صوفي محمد ان استئناف الحوار في تيمرغارا يتولاه خصوصا من جانب السلطات وزير الاعلام الاقليمي ميان افتخار حسين ونواب محليون وصلوا على متن مروحية. على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ان أيادٍ خارجية تورطت بحوادث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينة كراتشيالباكستانية. ونقلت محطة"جيو"التلفزيونية عن جيلاني قوله ان الحكومة ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يتحدى القضاء وينتهك القانون. ورداً على ملاحظات الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن باكستان، شدد جيلاني على ان الحكومة المدنية ومؤسساتها ومن بينها المؤسسة القضائية، ووسائل الإعلام قوية وتعمل بموجب الدستور. أما في ما يتعلق بالعمليات في أجزاء من إقليم الحدود الشمالية الغربية، فقال رئيس الوزراء الباكستاني انه عند تحدي الحكومة، تضطر الحكومة الإقليمية لطلب خدمات القوات المسلحة ودعمها. نشر في العدد: 16829 ت.م: 02-05-2009 ص: 16 ط: الرياض